لحظات دراماتيكية عاشتها الجماهير السعودية والمصرية الحاضرة مع عوائلها لمشاهدة مباراة منتخب بلادها في مونديال روسيا في مخيم الهيئة العامة للرياضة مساء (الإثنين) الماضي. ورغم أن الفرحة الأولى كانت للمصريين بعد أن تقدم نجم ليفربول محمد صلاح بهدف في بداية المباراة، وتعقدت الأمور للجماهير السعودية بإضاعة فهد المولد لضربة جزاء، إلا أن المولد نفسه أعاد رسم البهجة على شفاه الحاضرين بتسببه بضربة جزاء ترجمه زميله سلمان الفرج قبيل نهاية الشوط الأول بهدف التعادل. وزاد خفقان قلوب الحاضرين من الطرفين مع كل هجمة تضيع للمنتخبين، حتى أطلقت الجماهير السعودية العنان لفرحتهم الكبرى بثالث انتصار في تاريخ مشاركاتهم بكأس العالم بعد أن سجل سالم الدوسري هدفا قاتلا في الوقت البديل. «عكاظ» كانت متواجدة في فعالية عيش المونديال التي تنظمها وتشرف عليها الهيئة العامة للرياضة في مقر الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ورصدت مشاعر الطرفين، إذ أكد أمجد السرحان الذي حضر برفقة عائلته لمقر الفعالية بأن المنتخب السعودية مسح الصورة السلبية التي ظهر بها في افتتاحية المونديال ضد المنتخب الروسي ثم سقوطه أمام الأورغواي، ليكون ختامها مسكا بتحقيق فوز تاريخي على المنتخب المصري الشقيق. وامتدح سرحان الأداء الكبير الذي ظهر به الأخضر في مباراته الأخيرة بدوري المجموعات، والتي أنهاها بفوز بعد غياب 24 عاما، مشددا على أن النجومية تتوزع على كل أفراد المنتخب ولا يمكن تخصيصها للاعب معين. من جهته، أثنى أحمد القحطاني الذي تحلق حوله أبناؤه الحاضرون لمخيم هيئة الرياضة على مستوى المنتخب، مشددا على أن اللاعبين جمّلوها وصالحوا الجماهير السعودية بعد الخسارة القاسية من روسيا بخماسية، ثم توديع كأس العالم بعد الخسارة من الأورغواي، رغم أن المستوى تحسن تدريجيا. وأبدى القحطاني حسرته على خروج جميع المنتخبات العربية دون التأهل لدور ال16، مشيرا إلى أن الفوز الذي تحقق للمنتخب السعودي كان على حساب منتخب عربي آخر، مؤكدا على أن الروح الرياضية هي السائدة بين جماهير المنتخبات العربية. وبفرحة عارمة عاشتها أسرة العريف، تحدث رب العائلة حسين الذي قدم برفقة زوجته وأبنائه متوشحين بالعلم الأخضر، إذ وصف الفوز بأنه أجمل ختام لمشاركة السعودية في كأس العالم، فيما ترى زوجته أن اللاعبين حبسوا الأنفاس طيلة المباراة حتى نجح الدوسري بترجيح الكفة، مشيرة إلى أن فوز الأخضر هو فرحة لكل السعوديين بجميع أطيافهم. وعلى الطرف الآخر، بدت الجماهير المصرية غاضبة من تواضع مستوى منتخبها، رغم أنهم قدموا التهاني للعوائل السعودية الحاضرة. وحمل جمال الحريص، مدرب المنتخب المصري الأرجنتيني كوبر مسؤولية الخسارة بطريقته الدفاعية المملة والعقيمة والتي ساهمت في تحجيم قدرات اللاعبين، وتمنى جمال من الاتحاد المصري سرعة إقالة المدرب الذي ساهم بالخسائر الثلاث مقرونة بالمستوى الباهت. وبحزن شديد، يبدي طه حسني الذي جاء مع أسرته أسفه على عجز منتخب بلاده في تحقيق أول فوز تاريخي لهم في ثالث مشاركة بكأس العالم. وأشار إلى أن الفائدة الوحيدة التي جناها المصريون من المشاركة في المونديال هي تسجيل محمد صلاح لهدفين يعادل فيهما أهداف الراحل عبدالرحمن فوزي الذي سجلهما في مشاركة مصر الأولى بمونديال 1938، وتحقيق الحارس عصام الحضري للقب أكبر لاعب يشارك في تاريخ كؤوس العالم بسن (46) عاما. ويرى حسني أن المنتخب المصري يملك الإمكانيات العالية، لكن كوبر حجمها، محملا الاتحاد الكروي جزءا من مسؤولية الخسارة والخروج من المونديال بلا أي انتصار أو نقطة، مطالبا بالتعاقد مع مدرب كفء والتجديد في المنتخب بمنح الفرصة لعدد من الشبان مع المحترفين في أوروبا لتجهيز مصر للمونديال القادم. صور صور طفلة مبتهجة بفوز الأخضر.