تشعر بالفخر كلما رأت عيناك أمثاله من النماذج التي ربما تكون نادرة الوجود.. لم يبهرك بأدائه فقط، بل تجاوزت أخلاقه حدود الإبهار.. واتسعت رقعة الحب تجاهه.. ابن النيل وأبو مكة.. وما يعنيه ذلك الربط العميق الذي حرص النجم العالمي محمد صلاح على توثيقه.. ويحرص كل سعودي ومصري على استدامته.. في مباراة كانت الختام والوداعية الأجمل في المونديال.. ليس لأن المنتخب السعودي تغلب على منتخب مصر.. بل لأنها بين الشقيقين الكبيرين، وكأن القدر اختارهما سوياً حتى في الرحيل.. وما عطّر ذلك الختام بالمسك كلمات خرجت من لسان ذلك الخلوق.. حين سئل عن عدم فرحته بهدف يدخله تاريخ الفراعنة من الباب الواسع.. لتدخله الإجابة قلوب الجميع ويوثق تاريخاً آخر أجمل يمثل «الأخوة العميقة».. إجابته جاءت بأنه لن يفرح بهدف في مرمى الأشقاء وبلده الثاني.. ونحن نؤكد أن المملكة بلدك الأول.. كما هي مصر بلدنا الأول.. فخرنا يتجدد مع كل إنجاز «عالمي» يحمل التوقيع «العربي».. صلاح ينافس الدون والبرغوث أرقاماً ومستوى.. هداف الحصون الإنجليزية.. والمتعة الفارقة أخيراً على مستوى كافة دوريات العالم.. يحمل الدم المصري والحب السعودي والهوية العربية.. فهنيئاً للعرب ب«فخر العرب».