دق جرس الخبر في ذلك المساء على الوطن، وأعلن الأمر الذي أطال الجميع النزاع فيه، بين معارض ومؤيد لقرار قيادة المرأة للسيارة، لكنه الإنصاف الذي جاء ليخرس وليضع حدا لهذا الوضع الذي يمد ويجزر بين أروقة الوطن دون رادع. ثم ماذا!؟ حدث القرار التاريخي، ومنذ حدوثه وكثير من مجالس السعوديين في جدال، فالمطالبون بقيادة المرأة منذ أعوام أسموها بالانتصار، والمعارضون وصفوها بالانحراف والأمر السامي فعل ما هو الصواب لصالح المجتمع. وبدون أدنى نقاش رُبطت «قيادة المرأة للسيارة» بالشيطان الرجيم بالانحلال الأخلاقي، والخروج عن المألوف كونك ضد فلن يتغير شيء ولو كنت مع أيضاً لن تضيف شيئا، فهذا أمر دولة وليس بالحرام المبين. ومن هم الذين يتحدثون؟! هم الذين وقتما يعودون من السفر يملؤون المجالس ومنازلهم عن اعتماد المرأة في الخارج على نفسها، وعن توليها مقاليد احتياجاتها، وعن أنكم لا تفعلون ولا تعملون ولا ترون كيف لتلك تقود وتؤدي احتياجاتها بنفسها.. عن أنكم تعبتم وأنكم لستم بسائقين ولا مولزمين بهذا العمل! أي نوع من الانفصام الذين تعانون؟! وهي التي طول حياتها تحت كنفك ورحمة موافقتك! نعم قرار جديد على مجتمعي وأمر لم يسبق له وأن حدث.. لكنها الحياة والوقت الذي يتطلب ذلك. السائق الأجنبي عندما تكون المرأة معه في خلوة لم تحرك بكم شيئاً، وعندما أعطتها الدولة حق الاعتماد على نفسها، والتي كفلها لها الشرع أصبحت سيئة وبلا أخلاق! لو أن كل قرار تصدره حكومتي لصالحي، وترفضونه، لما كنت الآن أكتب هذا المقال، ولم أعرف كيف «أفك الخط» ولا حتى أعرف كيف أتحدث معك عزيزي «آدم». التعليم الذي يقدسه الإسلام نفيتموه في بداياته وأقمتم قيامته، فما العجب في نفي «قيادة المرأة لمقود السيارة». إن كان البعض منكم يرى أن هذا يسحب منه قوامته فعليه أن يراجع تفكيره، ثم إنها لم تفرض عليك ولا عليها، هي اختيار وليست أمرا تلتزم به.. لا تشيطنوا أخلاقنا، لا تصنفوا تربيتنا على هواء تعقيداتكم. لا تحكموا على الجميع بخطأ الفرد، الدولة لم تصدره إلا للمصلحة العامة.. المسألة وقت سيمر وستكون أنت من السباقين لفعله مثلما حدث قبل ذلك، وأصبح الموبايل من أثمن وأجمل الأشياء التي تهديها لمن تحب!! بقلم / شروق سعد العبدان aio70077@