حسمت الأقدار مصير السعودية ومصر بالخروج من منافسات كأس العالم بنفس النتيجة والأداء المتشابه الذي افتقد للتهديف، وبمن ينهي الهجمة، ويصنع الفارق، ويحضن الكرة بالشباك أمام الفريقين ذاتهما (الأوروغواي، وروسيا)؛ ليبقى فقط باعة الأعلام المصرية والسعودية بألوانهما المميزة، ومعهم العائلات والمشجعون يخيم على وجوههم الحزن والإحباط. أرغمتنا النتائج «غير المتوقعة» على الاستفاقة من «الحلم الكاذب»، والتساؤل: ماذا حدث، وكيف حدث، ولماذا؟ وهل الإفراط في الطموح وعدم تقدير الحجم الحقيقي للإمكانات والواقع، وبين ما هو مأمول وما هو مستطاع تسبب عن عمد وبجهل وإصرار في تلك الصدمة التي غشيت الشعبين الأكبر عربيا وإقليميا. ربع ساعة دمرت أحلام المصريين التواقين لتحقيق نتيجة مشرفة في كأس العالم لكرة القدم ب3 أهداف روسية مطلع الشوط الثاني في سان بطرسبورغ، و5 أهداف لم توضع في الحسبان قضت على أحلام «الأخضر» وعجلت بوداعه للمنافسة الأبرز دوليا؛ ما وضع الفراعنة باكرا خارج منافسة التأهل وفتح باب انتقادات قاسية ومتجددة بحق المدرب الأرجنتيني هكتور كوبر، وقضى على آمال السعوديين في التأهل في الأولمبياد العالمي أو حتى استعادة إنجاز كأس 94. الأداء المتشابه للسعودية ومصر أمام روسيا والأوروغواي والنتائج الواحدة بينهما، تشير إلى أن كلا الفريقين استهان بقدرة الفريق الروسي على تحقيق النصر، ففوجئ المنتخبان العربيان بقدرة «صاحب الأرض» على الأخذ بزمام المبادرة، وايقاع هزيمة ثقيلة ومريرة وقاسية لكلا الفريقين. المفاجأة الأكبر أن منتخب الأوروغواي «بطل العالم مرتين» استطاع الفريقان العربيان أن يصمدا أمامه طوال أشواط المباراتين ال4، وتمكنا من تقليص فارق الأهداف إلى هدف واحد فقط، وقدما أداء مشرفا وقويا إلى الدرجة التي حدت بكثير من المحللين إلى القول إن السعودية ومصر كانا الأقرب للفوز بالمباراة من الأوروغواي، إذ استحوذا على الكرة وشكلا إلى حد ما خصما قويا وعنيدا في منطقة وسط الملعب، ومنعا الأوروغواي من التسجيل سوى هدف وحيد في آخر دقيقة من المباراة مع مصر، وبخطأ من الحارس العويس في المرمى السعودي.