ذكرت مصادر في صنعاء اليوم (الأحد) أن خلافات كبيرة تختلقها الميليشيا الحوثية بهدف إفشال الجهود الأممية الرامية لتسليم الحديدة بشكل سلمي، والشروع في إجراءات بناء الثقة كخطوة للعودة إلى طاولة المفاوضات، والاتفاق على الجوانب العسكرية والسياسية، ساعية لإعادة التقاط أنفاسها ومحاولة البحث عن تهدئة تمكنها من جمع صفوف ميليشياتها المنهارة. وأفادت المصادر بأن الميليشيا انقسمت إلى فريقين، أحدهما يؤيد تسليم الحديدة مقابل خروج المسلحين والشروع في الاتفاق على تشكيل لجنة لتنفيذ إجراءات بناء الثقة المتمثلة بإطلاق المختطفين والأسرى من الطرفين بمن فيهم المشمولون في القرار 2216، وفريق آخر يرفض ويرى أن التسليم استسلام للشرعية وللتحالف العربي، ويحث أنصاره على الاستمرار في الحرب، والتصعيد، وعدم تسليم الحديدة لأي طرف كان، بمن فيهم المتحدث باسم الميليشيا محمد عبدالسلام الحوثي، غير أن المبعوث الأممي غريفيث لا يزال في صنعاء ويصر على قيادات الصف الأول من الحوثيين بضرورة التنسيق لعقد لقاء مع زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي لكنها لا تزال تماطل. وعقد مبعوث الأممالمتحدة مارتن غريفيث اليوم لقاءات مع وزير خارجية الانقلاب هشام شرف ونائبه حسين العزي، إذ نقلت وكالة الأنباء «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثي عن مارتن تأكيده على استمراره في بذل الجهود والمساعي الحميدة للولوج المباشر في عملية المفاوضات السياسية، وصولاً إلى تسوية سياسية شاملة تعيد الأمن والاستقرار إلى اليمن، موضحاً أن زيارته تعد مهمة خاصة وفي وقت حرج. في غضون ذلك، شدد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني على أن يتم تسليم الحديدة للشرعية ولليمن، وأن ذلك لا يعد استسلاما، مؤكداً في تغريدة على حسابه ب«تويتر» أمس، أن خروج الحوثيين من الحديدة هو نصر للسلام والأمن في اليمن، ومدخل لإنهاء مأساة اليمنيين التي بدأت بانقلاب 21 سبتمبر 2014. وأشار إلى أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة نجح في تنفيذ مبادرة الحديدة، وستتواصل الجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وحينها سيتسع اليمن للجميع.