على أفئدة الصائمين مع كل موسم رمضاني، يتهادى الحنين لوجوه وضعت بصمتها في حنايا الذاكرة، مذيعون اعتاد المشاهدون على متابعتهم سنوات طويلة عبر التلفزيون، وأصبح أغلبهم ذكرى رمضانية، تعيد للأذهان ملامح الزمن الجميل بشخصياته وتفاصيله. من بين هذه الوجوه محمد صبيحي ويحيى كتوعة وحسين نجار، إذ ترددت أصواتهم على مسامع الملايين خلال شهر رمضان، بأصوات لا ينقصها الحسن والفخامة، وكان صبيحي أول مذيع يظهر على التلفزيون السعودي، من خلال نقل شعائر الصلاة، وبات صوته علامة فارقة في التغطية التلفزيونية من المشاعر المقدسة، والأدعية أثناء الإفطار بشهادة الملايين. ومن ثم انتقل إلى أجواء الطيران، عبر دعاء السفر الذي يردده وراءه كل ركاب الخطوط السعودية. وحفر كل من بدر كريم وماجد الشبل وعبدالرحمن يغمور وسليمان العيسى وغالب كامل وسليمان العيدي اسمه في سجلات الشرف، بإعلانهم عن دخول الشهر الكريم لسنوات طويلة، باعتبار إعلان رمضان مناسبة كبرى يتابعها الملايين باهتمام بالغ، كما اعتادوا على تقديم الكلمات التي يلقيها الملوك وأولياء العهد في التلفزيون لتهنئة الشعب السعودي بهذه المناسبة. وكان ليغمور حضور لافت في برامج رمضان؛ فضلا عن برنامج سبحان الله، بينما ارتبط العيدي بالمسابقة الثقافية في رمضان، وتقديم البث المباشر لصلاة التراويح، فضلا عن برامجه الحوارية مع علماء الدين والمفسرين. وظهر جميل سمان وعوني كنانة مذيعي ربط خلال البث التلفزيوني في رمضان، وأصبح ظهورهما الدائم قبل بث البرامج كافيا ليجعلهما جزءا من ذاكرة رمضان التلفزيونية. وحظيت برامج المسابقات بشعبية كبيرة في رمضان من خلال متابعة المشاهدين الحلقات والمشاركة فيها التي يتصدرها برنامج حروف الذي بث في منتصف الثمانينات مع ماجد الشبل، إذ تحول البرنامج إلى وجبة رمضانية ينتظرها المشاهدون في متابعة المنافسة، فيما سجل برنامج سباق المشاهدين الذي قدمه المذيع حامد الغامدي آخر برامج المسابقات الذي ارتبط بالذاكرة الرمضانية للسعوديين. كما عرف السعوديون رمضان في الصيف والشتاء وتابعوا أخبار الطقس عبر الثنائي حسن كراني وعبداللطيف العيوني المتناوبين على النشرات الجوية لسنوات طويلة.