رحب القصر الرئاسي في أفغانستان بإعلان حركة طالبان الأفغانية اليوم (السبت) وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر منتصف الشهر الجاري. وقالت الرئاسة إنها تأمل أن تؤدي هذه الخطوة إلى سلام دائم. ووصف عمر زاخيلوال سفير أفغانستان لدى باكستان الخطوة بأنها «مهمة تجاه إمكانية إحلال السلام». وأضاف على «تويتر»: «نأمل أن تمتد متعة عدم إراقة الدماء الأفغانية خلال العيد بحيث يصبح بقية العام عيدا أفغانيا». والخطوة التي أعلنتها طالبان الأفغانية هي الأولى من نوعها وتأتي بعد إعلان الحكومة يوم الخميس وقف إطلاق النار. وقالت الحركة إن وقف إطلاق النار لن يشمل القوات الأجنبية وإن العمليات ضدها ستستمر. وأضافت أنها ستدافع عن نفسها ضد أي هجوم. وتابعت في بيان «ينبغي ألا يوجد أعضاء طالبان وسط الحشود العامة خلال احتفالات العيد لأن العدو قد يستهدفنا». ولم يتضح متى سيبدأ وقف إطلاق النار على وجه التحديد إذ ينبغي استطلاع رؤية الهلال لكن الروزنامة في أفغانستان تشير إلى يوم الجمعة الموافق 15 يونيو على أنه آخر أيام شهر رمضان. وشنت طالبان هجمات من قبل خلال العيد. وقال دبلوماسي أوروبي ل«رويترز»: «ربما ستوضع وحدة مقاتلي طالبان رهن الاختبار خلال الأيام الثلاثة. إذا لم تقبل الفصائل المختلفة بوقف إطلاق النار فستتواصل الهجمات». عملية سياسية وكان الرئيس أشرف عبدالغني قد أعلن وقفا غير مشروط لإطلاق النار مع طالبان يوم الخميس وحتى 20 يونيو، لكنه استثنى جماعات متشددة أخرى مثل تنظيم «داعش». وجاء قرار عبدالغني بعد أن اجتمع رجال دين مسلمون وأصدروا فتوى بتحريم التفجيرات الانتحارية. وكان تنظيم «داعش» قد أعلن المسؤولية عن هجوم خارج السرادق الذي عقد فيه اجتماع رجال الدين في كابول، ما أسفر عن سقوط 14 قتيلا. وأوصى رجال الدين أيضا بوقف إطلاق النار مع طالبان التي تحارب بعد الإطاحة بها من الحكم عام 2001. وأخذ عبدالغني بالتوصية وقال إن وقف إطلاق النار سيستمر حتى 20 يونيو. وعرض عبدالغني في فبراير الاعتراف بطالبان بوصفها جماعة سياسية مشروعة في إطار عملية سلام مقترحة قال إنها قد تؤدي إلى محادثات تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من 16 عاما. وكان عبدالغني قد حث من قبل على وقف لإطلاق النار مع طالبان لكن هذا أول وقف غير مشروط لإطلاق النار يعلنه منذ انتخابه في 2014. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أغسطس عن نهج عسكري أكثر صرامة في أفغانستان يتضمن تصعيدا في الضربات الجوية بهدف إرغام طالبان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وتقول قوات الأمن الأفغانية إن تأثير القرار الأمريكي كان كبيرا لكن مقاتلي طالبان يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد كما أن عدد القوات الأجنبية انخفض من 140 ألفا عام 2014 إلى نحو 15600 ما يشير في ما يبدو إلى آمال ضئيلة في تحقيق نصر مبين.