انطلقت مساء (السبت) أعمال مؤتمر «قدوة» الأول تحت شعار «قدوة.. مؤتمر وحكاية»، لمدة يومين بمشاركة 12 متحدثاً بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. واستهل المؤتمر فعالياته بعرض فيلم عن القيم بدأت الجلسة الأولى، التي حملت عنوان «القيم أساس التغيير»، والتي تحدثت فيها حنان السماك من دولة الإمارات عن قصة رحلتها إلى السنغال، وما لمسته من قيم للتسامح والنقاء التي أسهمت في تكوين شخصيتها وبنائها ايجابياً، فيما استشهدت السماك بالأعمال الجليلة للشيخ زايد من خلال نشر قيم العطاء والتسامح التي عاش عليها، ونقلها للأجيال مشددة على أهمية قيام المؤسسات والحكومات بسن قوانين تساهم في نشر قيم السلام والتسامح. وفي الجلسة الثانية، التي تطرقت إلى أهمية قيم التسامح والاحترام والانتماء في بناء الأمم ونهضتها وتقدمها، برئاسة مساعد أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وعضو مجلس هيئة حقوق الإنسان آمال المعلمي برفقة أربعة متحدثين، تم تناول أهمية القيم كمؤشر على نضج الأمم وتقدمها وأهميتها في بناء الروابط بين الأفراد والمجتمع، من خلال خلق البيئة الأسرية الصحيحة التي يعول عليها لخلق قيم فعالة في المجتمع، فضلاً عن أهمية دور التعليم في تعزيز القيم. ورأت المعلمي في مستهل الجلسة ضرورة وجود سلم القيم الاجتماعية في المجتمع السعودي، نظراً لوجود نوع من الضبابية في تحديد القيم وأولوياتها وترتيبها، بما يتناسب مع المرحلة التي نعيش فيها، لافتة النظر إلى أهمية أن يكون لدى كل إنسان سلم قيم متحرك حسب متطلبات المرحلة التي يعيشها المجتمع. وقال خالد الصفيان صاحب مبادرة الذوق العام، إن الذوقيات أشمل وأعم من القيم كونها شاملة للسلوك والتصرفات لجميع مجالات الإنسان، مؤكداً أن القيم والذوق لا يفترقان. وتطرقت سمر السقاف خلال الجلسة للقيم حين يعايشها الإنسان في مراحلها المختلفة، إضافة إلى استعراض تجارب العديد من الطلبة في الجامعات الأمريكية، وكيف عايشتها بعدة أدوار كأستاذة وقيادية وكأم حتى أطلق عليها لقب أم المبتعثين، مشيرة إلى أن تطور القيم لديها كان عبر الاحتكاك بالمستفيدين، لأن هذه القيم حين يتعايش الإنسان بها تصبح هي الظاهرة لديه في حياته، ويثبت عليها فتكون هناك الإنجازات. أما محمد الزامل فيؤكد أنه عاش عشرات السنين يحاكم ويُسائل القيم ويتحداها، ولكنه لا يروج القيم، مختتما حديثه بسؤال: «هل نحن جاهزون لاختبار قيمنا؟». واستعرض هاني تطواني تجربته المرتبطة بعمله في هيئة الحياة الفطرية، لافتاً إلى أن الثروة الطبيعية لكل دولة هي بيئتها التي تعد جزءاً أساسياً من هوية الوطن، معتبراً أن من لا يعتني بهذا الجانب، فليس له انتماء نظراً لأن الانتماء للسعودية يستتبع أن نعتني بجميع مكوناته الحية وغير الحية.