تتوالى فضائح التضليل الإعلامي لقناة الجزيرة القطرية أمام العالم بفبركتها لتصريحات ونسبها لمسؤولين بما يخدم الموقف القطري المتخبط بخصوص دعم الإرهاب، فالقناة التي دبجت خطاباتها الملفقة والمضللة لم تنجح في انتزاع نفسها من دائرة الخطاب المؤدلج والمدان بتبنيه مشروع الإرهابيين بدءً من أسامة بن لادن وليس انتهاء بقائد الجماعات المتطرفة في ليبيا عبدالحكيم بلحاج الذي موّله تنظيم الحمدان ب «ملياري دولار». وقاد بلحاج المعارك في معقل الزعيم الليبي معمر القذافي، إذ هاجم بكتيبته المسلحة قلعة القذافي في باب العزيزية بطرابلس، واعتقلته الاستخبارات الأمريكية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وحققت معه بسبب توجهه الجهادي وعلاقته بتنظيم القاعدة الإرهابي، وتم ترحيله إلى ليبيا ليقبع في أحد السجون. وبعد سقوط القذافي غدى بلحاج سوط تنظيم الحمدين ولعب دوراً كبيراً في تمزيق ليبيا الممزقة بين حكومتين والتنظيم يحشد له الدعم المالي وقناة الجزيرة تسوق خطابه المتطرف. وتبنت الجزيرة تسويق خطاب وفكر الفلسطيني أحمد تيسير أبو عدس، الذي ظهر في شريط فيديو على قناة الجزيرة، مدعيا مسؤولية تنظيم (جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام )عن اغتيال الرئيس الشهيد الحريري. ويرى الكاتب عبدالله العولقي أن قناة الجزيرة تتحصن خلف أجندات استخباراتية خارجية أسكتت وحاربت صوت الضمير الوطني وتحولت لبوق ناعق وأداة إعلامية بيد تنظيم لا يحظى بالشعبية العربية، ما أوقعها في دائرة انعدام الثقة بينها وبين المتلقي. ويرى العولقي أن الإشكالية التي خلقها تنظيم الحمدين داخل قناة الجزيرة تمثلت في تحويلها إلى مستعمرة من أصوات المرتزقة والروبوتات الإعلامية، وتوجيه قوالب المحتوى الإعلامي الجاهزة نحو الأهداف العدائية لأشقائها الخليجيين والعرب تحت مظلة المصطلحات الإعلامية الرنانة كالرأي والرأي الآخر والحرية الإعلامية والرأي العام أو ما وراء الخبر، مستهدفة بذلك فئة العوام وعشوائية الجمهور المتلقي وهم الأغلبية بين الشرائح الاجتماعية العربية، وعدّها موقد النار في هشيم بعض الشعوب العربية إبان ما يسمى بالربيع العربي وانحيازها المطلق كناعق للإرهاب وتقديمها.