على مقربة من مدينة الحلم السعودية «نيوم»، ينعش شبان البلدة القديمة في «ضباء» الأكلات الشعبية القديمة، التي لم تغب عن الذاكرة الحسية لأهالي البلدة في رمضان، ليسترجع الضبائيون شيئا من ذاكرة الماضي. ويقف أحمد السيد خلف منضدة إعداد الأطعمة الرمضانية، ليعيش أيامه الرمضانية التي يكسر بها رتابة بقية الأشهر ال 11 من العام، يقول: «نجتمع عادة في البلدة القديمة فور خروجنا من صلاة التراويح، لنحيي البلدة بمأكولات قديمة نفخر ببيعها على الزوار، لنعيد جزءا من طابع مضى وحياتنا التي كان يعيشها آباؤنا وأجدادنا في بداية حياتهم بحي الساحل». ويوضح السيد الذي يبيع أطباقه بأسعار في متناول اليد، أن هدفه إعادة إحياء الحياة القديمة التي كان يعيشها أهالي ضباء، ولربط الحاضر بالماضي الجميل. وإلى مقربة من السيد، يقول شريكه أحمد الجهني إن البيع بالبلدة القديمة بطابعها القديم جعل الكثير من زوار البلدة يتشوقون لزيارتها وتذوق الأكلات القديمة كالبليلة واللحوح والبطاطس بالنكهات التي تعيدنا ل«زمن الطيبين». وأضاف: «البيع هنا ممتع، وتعرضنا للكثير من المواقف الجميلة التي جمعتنا بعدد من أصدقائنا القدامى، عند زيارتهم البلدة القديمة، نقدم لهم الأكلات الشعبية مجاناً، نحاول من خلال هذا التصرف أن نعيد الفضائل والشيم القديمة، آباؤنا وأجدادنا كانوا يقدرون العشرة والصحبة ويفضلونها على المال، تربينا على أن المال زائل والعشرة والمعروف تبقيان، ونفوس طيبة لا تنكر المعروف».