«العشوة» عادة درج أهالي حائل على إقامتها في شهر رمضان، وما إن ينتهي الشهر إلا وتغيب معه هذه العادة التي توارثوها،خصوصا أهالي القرى والمناطق الشمالية بشكل عام منذ القدم. ويتجلى مفهوم «العشوة» في قيام الشخص بذبح المواشي بقصد التصدق بها على أمواته، من أقاربه، ويقيم بها وليمة عشاء في منزله، يدعو لها الأقارب والجيران، بعد أن يتصدق بجزء منها للفقراء والمحتاجين. ويعد الأهالي هذه العادة واجبة على الشخص القادر. إذ يقول فهد الشمري: «العشوة» مصطلح مأخوذ من العشاء، وفيها نتذكر أمواتنا ونتصدق عليهم، فيما يدعو المدعوون للميت عقب تناولهم الوليمة. مضيفا: يذكرنا رمضان بأمواتنا، وهو الشهر المفضل للتصدق عليهم عبر هذه العادة التي ورثناها عن الآباء. أما مبارك العوض فيقول: العشوة هي عزيمة بنية الصدقة على الأموال، تؤدى مع دخول العشر الأواخر من الشهر الكريم، وهي عادة حميدة اهتم بها الآباء والأجداد، فتوارثناها في بعض المدن الكبرى. واستدرك العوض: بمجرد خروجي من منطقة حائل، تنقطع هذه العادة، مستذكرا كيف يقيم أقاربه وليمة «العشوة» بالتوالي، وتشهد إقبالا كبيرا من المدعوين تلبية لدعوة الصدقة على السابقين. من جهته، قال إمام جامع الإخلاص في حائل الشيخ عبدالله الجدعي: «العشوة» ليست سنة ثابتة، مثل العقيقة ووليمة الزواج، بل هي صدقة، والأفضل فيها توزيع الوليمة على فقراء ومساكين المدينة، باعتبارهم أحوج للصدقة. أما دعاء الأقارب لتناولها، فيخرجها من كونها صدقة إلى وليمة عامة. لأن الصدقة في الأصل تكون لمستحقيها من الفقراء والمساكين فقط.