أهلت الشيف الكفيفة مكية عبدلي التي تعرف بشيف المكفوفين، أكثر من 150 كفيفة لتعليم الطبخ، إضافة إلى تأهيل 70 منهن لتجهيز مائدة شهر رمضان، حتى أصبحن ماهرات بجميع أنواع المأكولات الرمضانية كأنواع الشوربة والفطائر والسلطات والعصائر الطازجة، وكان مشروع تأهيلهم تطبيق أكلة مفضلة لهن من الأساسيات حتى التحضير باستخدام حاسة الشم واللمس. وأثناء ضيافتها ل«عكاظ» تحدثت مكية عن عادات رمضانية اندثرت، وهي مد الجار وصلة الرحم بما تجهزه من إفطار، وأرجعت غياب صلة الرحم بين الناس في الوقت الراهن، لكثرة الملهيات والتقنية التي تأخذ حيزا كبيرا من يومنا، مشيرة إلى أن عددا من العادات الواجب الاحتفاظ بها كالألعاب الرمضانية، وباعة البليلة الذين يقفون على رأس الشوارع، فيجتمع أطفال الحي حولهم، بينما تجتمع الفتيات لخياطة الدمى وفساتينها التي تميز أنشطة شهر الصيام. وختمت مكية حديثها مع «عكاظ»، ساردة جزءا من قصتها الملهمة قبل أن تصاب بكف جزئي بليلة واحدة، فحرمت من تحضير الأكل لأبنائها الأربعة في صغرهم بعد وظيفتها في وزارة التربية والتعليم آنذاك. تصمت مكية، وتمتلئ أعينها بالدموع، قبل أن تلملم أحزانها بابتسامة أتبعتها بحديثها عن حصولها على شرف التدريب في جمعية رؤية الخيرية بالمطبخ النموذجي الناطق بحساسات لتأهيل الكفيفات فأصبحن يتحركن بسهولة دون خوف من المطبخ، والذي كان يعتبرونه مكانا مؤذيا لهن. وعبرت عن سعادتها حين وجدت ردة فعل الأهالي على ما قامت به، مؤكدة أن بعض المتدربات تزوجن، وأصبحن ربات بيوت، متمنية أن تفتتح أكاديمية خاصة لتعليم الطبخ للكفيفات.