يسرد نجم المنتخب السعودي اللاعب الدولي عبدالله صالح ذكريات المشاركة السعودية الأقوى في كأس العالم عام 1994 والتي تعتبر الأقوى في المشاركات السعودية في مونيال كأس العالم، وتحدث عن الاستعدادات والدعم الجماهيري الذي لا ينساه، واسترجع عبدالله صالح خلال حواره مع «عكاظ» مكالمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، رحمه الله، قبل مباراة بلجيكا والتي كانت بمثابة المحفز والداعم القوي لهم، ولم ينس عبدالله صالح الدعم الخاص الذي حظي به اللاعبون خلال فترة الإعداد من قبل القيادة الرياضية برئاسة الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، والذي استمر لأكثر من 6 أشهر وكانت حصيلته أن المنتخب السعودي بلغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، وإليكم تفاصيل الحوار: •كيف رأيت وصول المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم في روسيا؟ ••بصراحة سعدنا كثيرا ببلوغ المنتخب السعودي لكأس العالم 2018، ولا أستطيع أن أصف لكم شعوري بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم والذي أعاد لنا البسمة بعدما فقدناها سنوات طويلة، ولكن الحمد لله بجهد وعزيمة الجميع استطاع المنتخب السعودي أن يضع قدمه في كأس العالم وأن يعيد لنا بعضا من توهجه. • هل توقعت أن يصل الأخضر لمونديال روسيا؟ ••حقيقة لم أتوقع وصول المنتخب السعودي لمونديال روسيا بسبب الأداء الفني الذي قدمه اللاعبون منذ بداية التصفيات، ولكن بدأ المستوى يتصاعد شيئا فشيئا وحقق اللاعبون نتائج جيدة استطاعوا من خلالها التأهل بالمنتخب إلى نهائيات كأس العالم. • كيف شاهدت مستوى المنتخب خلال التصفيات؟ ••مستوى المنتخب متذبذب خلال التصفيات والجميع شاهد ذلك، خصوصا أن أغلب المباريات التي لعبها المنتخب كانت تحسم في أخر اللقاء، ولكن إن شاء الله يكون الوضع مختلفا مع أول مباراة لنا في كأس العالم في روسيا. • ما أبرز الأسباب وراء هذا التأهل من وجهة نظرك؟ ••بالنسبة لي الجمهور هو أحد الأسباب الرئيسية في تأهل المنتخب لكأس العالم، والجماهير السعودية معروفة بوقفتها مع المنتخب منذ سنوات طويلة، إضافة إلى إصرار اللاعبين داخل المستطيل الأخضر ساهم في ذلك التأهل مع أن المستوى الفني كما قلت ليس بذلك المأمول، والأهم من ذلك كله دعم القيادة لهذا المنتخب من بداية التصفيات. • هل المنتخب السعودي جاهز للمونديال؟ ••المنتخب جاهز نوعا ما، ولكن ليس بذلك الاستعداد الذي نطمح له كعشاق للمنتخب السعودي، شاهدنا المباريات الودية التي لعبها المنتخب، ولكن هذه المباريات ليست مقياسا حقيقيا، إضافة إلى أن تغير المدربين لخبط من هوية المنتخب قليلا، ولكن أقولها بكل صراحة الكورة في ملعب اللاعبين. • ما رأيك في خطط الإعداد التي أقرها الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ ••بلا شك خطة مميزة ويشكرون عليها، توجد مباريات قوية واحتكاك مع منتخبات عالمية، والاتحاد السعودي لكرة القدم لم يقصر من هذا الجانب؛ إذ وضع خطة ممتازة يستطيع من خلالها اللاعبون التأقلم مع أجواء المباريات القوية، وإن شاء الله يكون اللاعبون والمدرب قد استفادوا من هذه المعسكرات التي أعدت بعناية فائقة. • هل أنت مع الاستغناء عن المدرب الهولندي مارفيك ؟ ••رحيل المدرب مارفيك فاجأ الجميع ولم أتوقع أن يتم الاستغناء عنه بهذه السهولة، خصوصا أن المنتخب كانت له هوية وشخصية مختلفة معه، مارفيك صاحب شخصية مختلفة والدليل أن بعض اللاعبين كانوا يقدمون مستويات مميزة ورائعة مع المنتخب أكثر من أنديتهم. ومارفيك بلا شك شخصية مميزة في التدريب، وشخصيا كنت أتمنى وجود مارفيك حتى وصولنا إلى كأس العالم، خصوصا أن ذلك سوف يساعدنا من ناحية الاستقرار الفني والانسجام. • نعود بك إلى كأس العالم 94 كيف جاء التأهل؟ ••أستطيع أن أقولها بكلمة واحدة جاء هذا التأهل بعزيمة الرجال وبدعم القيادة التي لم تقصر معنا ولله الحمد استطعنا تحقيق هذا الحلم. • ما هي أبرز العوامل التي ساهمت في تأهل المنتخب لكأس العالم 94؟ ••بلا شك أهم العوامل هي دعم القيادة ودعم الجماهير ووسائل الإعلام، إضافة إلى الإصرار الكبير من قبل اللاعبين في آخر مباراة خلال التصفيات أمام المنتخب الإيراني والتي انتهت بفوز المنتخب بنتيجة 4-3، صحيح أن الأداء الفني لم يكن مقنعا ولكن تحقق الحلم بالوصول إلى كأس العالم 94 كأول تأهل لمنتخبنا السعودي في تاريخه. • كيف كانت الاستعدادات للمشاركة في كأس العالم آنذاك؟ ••بلا شك كانت استثنائية للمشاركة الأولى للمنتخب السعودي وقتها، ورحم الله الأمير فيصل بن فهد الذي قدم خدمات كبيرة لا تنسى لجميع اللاعبين، حيث تم تفريغنا من المشاركة مع أنديتنا لمدة 6 أشهر والدوري لم يتوقف، وشاركنا في العديد من المعسكرات استعدادا لكأس العالم، ولعبنا عددا كبيرا من المباريات الودية القوية التي أضافت لنا الشيء الكثير، وكان هناك انسجام كبير بين اللاعبين ولله الحمد، وعلى إثر ذلك قدمنا مستويات مميزة في أول مشاركة واستطعنا الوصول إلى دور ال16 في أول كأس عالم يخوضه المنتخب السعودي. • لقي المنتخب دعما كبيرا من قبل القيادة الرياضية برئاسة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، ما هو تعليقك؟ •• بكل تأكيد حظينا بدعم كبير من الأمير الراحل فيصل بن فهد الذي قدم لنا العديد من التسهيلات وكان بمثابة الأب الروحي لنا جميعا كلاعبين وقريبا منا في كل صغيرة وكبيرة، ولا أنسى أيضا الأمير سلطان بن فهد الذي كان قريبا جدا منا ويحرص على توفير جميع سبل الراحة للطاقم كامل، ودعم القيادة الرياضية ساهم في تذليل الكثير من العقبات التي واجهتنا آنذاك. • كيف كان شعورك وأنت تشارك في كأس العالم لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية ؟ ••شعور فخر واعتزاز، وكأي لاعب كنت أتمنى هذه اللحظة ولله الحمد تحققت وشاركت في كأس العالم وهو شعور مختلف جدا، وبكل تأكيد فإن اللاعبين الذين سوف يشاركون في كأس العالم في روسيا سوف يعيشون نفس هذه اللحظة، فكأس العالم مختلف تماما عن البطولات الأخرى ككأس آسيا وكأس الخليج وجميع البطولات القارية، خصوصا أن كأس العالم محفل كبير ويتمناه كل لاعب في كرة القدم، واستطعنا أنا وزملائي اللاعبين أن نرفع شعار المملكة عاليا في كأس العالم بأمريكا. • كيف كان استعدادكم للمباراة الأولى التي كانت ضد هولندا؟ ••كان الاستعداد لمباراة هولندا استعدادا مميزا ويليق بالمباراة الأولى والمشاركة التاريخية بالنسبة لنا، وكما تطرقت سابقا شاركنا في العديد من المعسكرات الإعدادية التي ساهمت في خلق تجانس كبير بين اللاعبين وكنا على قلب رجل واحد، وطبقنا خطة المدرب التي أعدها لنا، حيث كنا نلعب على المرتدات حسب إمكانياتنا آنذاك. وكأول مشاركة للمنتخب وقبل المباراة شاهدنا العديد من المباريات للمنتخب الهولندي عبر أشرطة الفيديو، ولا أخفيك سرا أننا واجهنا في أول مباراة رهبة كبيرة، وهي رهبة الجمهور والأضواء ولكن بعد دخول المباراة ولله الحمد انتهت تلك الرهبة وكان هناك ثقة بيني وبين زملائي اللاعبين وقدمنا مباراة كبيرة أشاد بها الكثير من النقاد والمتابعين رغم الخسارة واستطعنا إحراج المنتخب الهولندي بجميع نجومه. • وصول المنتخب للدور الثاني، ماذا يعني لكم؟ ••من الأشياء الجميلة والتي لا تسنى وصولنا للدور الثاني ونحن في أول مشاركة لنا شيء كبير ولم يأت ذلك من فراغ، فنحن كمنتخب مغمور كنا نعاني قليلا من تلك النقطة. لكننا فاجأنا الجميع بوصولنا إلى دور ال 16، وبلا شك يعد ذلك إنجازا ومفخرة لجميع السعوديين ويجب أن لا ينسى الجميع هذا المنتخب الذي شارك في كأس العالم 94 وأن يُكرم بين الحين والآخر خصوصا أنهم قدموا إنجازا تاريخيا لا ينسى، وأتمنى من هيئة الرياضة تكريم جميع اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم 94 الذي قدموا حدثا تاريخيا مازال عالقا في ذاكرة السعوديين حتى يومنا هذا ويبقى. • ما هي أبرز الذكريات التي ما زالت في ذاكرة عبدالله صالح في كأس العالم؟ ••بلا شك مباراة هولندا الأولى التي لعبناها، فالجماهير كانت تنظر إلينا بنظرة سطحية، ولكن فاجأنهم في وسط الملعب وقدمنا أداء مميزا ورائعا، وكذلك مباراة بلجيكا التي كسبناها والهدف الرائع الذي لا ينسى من قبل زميلي سعيد العويران، إضافة إلى تأهلنا إلى دور ال16 من أبرز الأشياء التي لا تنسى، والأهم من ذلك أن السعوديين ما زالوا يحتفظون بذكريات جميلة مميزة مع جيل 94، ومن أبرز المواقف التي لا تنسى وقفة القيادة، وأذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، رحمه الله، اتصل بالبعثة قبل مباراة بلجيكا وتحدث مع جميع اللاعبين فردا فردا وكان ذلك الاتصال محفزا لجميع أفراد البعثة واللاعبين، خصوصا أنه جاء من الرجل الأول في البلاد. • المساحة المتبقية لك؟ •• أشكركم على هذا اللقاء الممتع الذي أعادني للزمن الجميل الذي لا ينسى، وأتمنى من كل قلبي أن يوفق منتخبنا السعودي في كأس العالم في روسيا، وإن شاء الله نشاهد مستوى وأداء يسعدنا جميعا كسعوديين، ويجب أن تكون هناك وقفة صادقة من قبل الجميع لدعم المنتخب السعودي من جماهير وإعلام حتى يظهر المنتخب بشكل مشرف لنا كسعوديين.