صيد السمك من أقدم المهن في تاريخ البشرية، وقد عمل بها أغلب سكان مدينة ينبع الساحلية، وخاضوا غمارها بكل عمومها ومصاعبها وما تحتاجه من صبر. وفي جولة «عكاظ» الرمضانية، على مرسى العزيزية المجاور لسوق السمك وميناء ينبع التجاري، التقت بالعم الصياد ثويمر الكبيدي، ليتحدث عن معاناته مع الصيد فقال: «فرق كبير بين الماضي والحاضر، إذ كنا نخرج إلى البحر بعد صلاة الفجر مباشرة، مصطحبين معداتنا ومؤنتنا من الطعام، ولا نعود إلا بعد أذان العصر، بحثا عن أقواتنا. وحين يضن علينا البحر، نضطر لقضاء 5 ليال متواصلة في البحر، نفطر ونتسحر ونصوم، لنعود محملين بالأسماك لبيعها، ومن ثم نعود للبحر مرة أخرى». وكنا نعتمد على الشمس في الفطور والسحور. فمهنة صيد الأسماك لا تعرف الكسل، فلا فرق بين رمضان وغيره. لأن توقفنا عن الصيد يعني عدم توفير الفطور للعائلة، إذ إن السمك هو الوجبة الرئيسية مع العدس والتمر في جميع أيام رمضان. ويكمل العم ثويمر: أما الآن، فقد اندثرت المهنة لدى الجيل الجديد، فنحن آخر جيل عمل بكد وتعب، قبل أن تتوافر الوظائف الحكومية والعمل في الشركات وانشغال الأبناء بالتطور والتكنولوجيا، ما جنبهم أهوال البحر ومشقته. وأضاف: لا تجد من يمارس الصيد الآن، سوى كهواية في وقت الفراغ أو الإجازة الأسبوعية. لأن أغلب الشباب يفضل الوظيفة والراتب الشهري الثابت عن مشقة الركض وراء لقمة العيش اليومية. واختتم قائلا: الحمد لله على النعم والخدمات التي وفرتها القيادة الرشيدة، وأسأل الله أن يديم علينا نعمه ظاهرها وباطنها.