مضطبعين تحت شمس اليوم الأول من رمضان، طائفين بالبيت، تلهج أفواههم بالذكر، راجين من ربهم في بيته الحرام أن يغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر، تخفف رؤية الكعبة، ومن شاركوهم «عمرة اليوم الأول من شهر الصيام» التعب والعطش، يحاولون في أول يوم من رمضان أن يسبقوا غيرهم من المسلمين إلى الأجر، قبل أن يزدحم الحرم المكي بالمعتمرين في شهر رمضان. وعلى الرغم من أن شهر رمضان يعد الموسم الأشهر لأداء العمرة لدى المسلمين حول العالم، يسارع العديد من السعوديين إلى أخذ العمرة في أول يوم من شهر رمضان في محاولة منهم لتفادي الزحام الشديد الذي كثيراً ما يشهده بيت الله الحرام، الأمر الذي أكده الأصدقاء عبدالغني، خالد، وحمدان، الذين قالوا في حديثهم ل«عكاظ» إنهم بيتوا نية أداء العمرة قبل أيام من دخول رمضان، يقولون: «اخترنا أول يوم في رمضان لأداء العمرة، الحرم المكي لا يشهد في هذا اليوم زحاماً كثيفاً كبقية أيام الشهر، بمجرد سماعنا ثبوت دخول شهر رمضان، جهزنا أنفسنا لأخذ عمرة في اليوم الأول ونحن صائمون، استطعنا الانتهاء من الطواف في وقت قياسي، وفرغنا من السعي قبل صلاة المغرب». ولم يختلف حال المعتمر عثمان أيوب وأسرته عن الأصدقاء الثلاثة كثيراً، إلا أن أيوب وأسرته اعتادوا دائماً أخذ عمرتهم الرمضانية في اليوم الأول كعادة سنوية للأسرة التي اختارت دائماً ان تفطر محرمة في أول يوم من رمضان في الحرم المكي، ويقول أيوب: «على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة، وشعوري وأسرتي بالعطش الشديد إلا أن عادتنا السنوية في أخذ عمرة أول يوم لا يمكن أن نحيد عنها».وعلل عثمان اختياره اليوم الأول من رمضان لأخذ العمرة إلى تفضيل العديد من الناس الإفطار في اليوم الأول إلى جوار أسرهم الأمر الذي يخفف قليلاً من الازدحام في الحرم المكي، وزاد: «أجد الحرم المكي في اليوم الأول غير مزدحم بعض الشيء مقارنة بمنتصف الشهر وآخره لذلك أحرص وعائلتي على القيام بنسك العمرة فيه براحة وسهولة».