في مسعى إيراني بائس لمنع انهيار الاتفاق النووي، بدأ وزير خارجية النظام الإيراني محمد جواد ظريف أمس (السبت) جولة دبلوماسية للحيلولة دون سقوط الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن، بعد مخاوف دولية أثارها التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل على الساحة السورية. وتأتي الجولة بعد يومين من ضربات إسرائيلية غير مسبوقة في سورية ضد البنية العسكرية للحرس الإيراني وميليشيا «حزب الله». ويزور ظريف بكين وموسكو وبروكسل للتوسل إلى قادتها لمنع سقوط الاتفاق النووي بعد الضربة القاصمة التي وجهها له الرئيس دونالد ترمب. وقبل مغادرته، أصدر بوق «ولاية الفقيه» بيانا عبر «تويتر» انتقد فيه الإدارة الأمريكية التي انسحبت من الاتفاق، زاعما أن المجتمع الدولي اعتبره انتصارا للدبلوماسية. وفي محاولة مكشوفة للتصعيد حذر ظريف من أن إيران مستعدة لاستئناف تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي دون أية قيود، مستجديا الدول الأوروبية لتوفير ضمانات لاستمرار العلاقات التجارية رغم العقوبات الأمريكية. ويعتقد محللون أن طهران التي أعلنت ردا باهتا أمس الأول بعد 24 ساعة على الهجوم الإسرائيلي تبدو مرتعدة من الانجرار إلى صراع مفتوح مع إسرائيل.. واعتبر دبلوماسيون أوروبيون، أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي نسف أعواما من الجهود التي هدفت إلى استئناف العلاقات التجارية والدبلوماسية بين واشنطنوطهران. وقالت دبلوماسية غربية «لم تشأ كشف هويتها» نترقب اليوم كيفية رد المسؤولين الأوروبيين، فإذا كان التوجه الأوروبي منسجما مع الموقف الأمريكي فإن كل التقدم الذي أحرزناه منذ 2015 سيذهب أدراج الرياح. وأضافت أن العديد من المشاكل بدأت قبل وقت طويل من قرار ترمب، موضحة أن اتخاذ الجانب الإيراني للقرارات استغرق وقتا أطول من المتوقع والبنوك الدولية أظهرت ترددا في العمل مع إيران والتراجع الأخير في سعر صرف العملة الإيرانية جعل الأمور أكثر صعوبة. واعتبر مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية كريم إميل بيطار، أن نظام روحاني لديه مصلحة في إنقاذ ما تبقى من الاتفاق بإجراء مباحثات مع أوروبا والروس والصين، وبالتالي محاولة ضبط التصعيد في سورية قدر الإمكان وعدم المضي بعيدا في ردها. لكنه يواجه سلفا تحديات سياسية واقتصادية في الداخل وهي تزعم أن سببه العوامل الخارجية بدل الإقرار بسوء إدارتها.