قالت مصادر سياسية مطلعة في بيروت في تصريحات إلى «الوطن» إن موسكو التي ستستقبل وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الأسبوع الجاري، سوف تبلغه برسالة واضحة مفادها رفض روسيا لإلغاء الاتفاق النووي، إلا أنها أيضا ستحذرها من مسألة البقاء في سورية، وضرورة الانسحاب من الجنوب السوري ووقف التوسع الإيراني في المنطقة. وبحسب المصادر فإن «هذه الرسالة الواضحة لم يعد بإمكان روسيا كتمها، رغم أنها ليست مؤيدة لها، لكن روسيا لا يمكن أن تقبل ترسيخ الوجود الإيراني على الحدود مع إسرائيل، وفي هذه الحالة سيكون على طهران إعادة حساباتها فإما أن تضع حدا لتمددها، لا سيما في الجنوب السوري، التزاما بما جاء في اتفاق إنشاء منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، وإلا فإنها ستتعرض لضربات إسرائيلية جديدة ولن يكون بمقدار موسكو التدخل لحمايتها». وحول زيارة ظريف التالية إلى بروكسل، قالت المصادر إن هناك موقفا أوروبيا واضحا يرفض التدخلات الإيرانية في سورية والدول العربية الأخرى، وهي لا توافق على محاولاتها العبث باستقرار هذه البلدان في الداخل، رغم أنها ليست مع التصعيد في المنطقة واندلاع الحرب. يذكر أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني ستعقد الثلاثاء المقبل، اجتماعا مع نظرائها من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على أن ينضم إليهم وزير الخارجية الإيراني لاحقا، بحسب ما أعلن مكتبها أمس. تجاوز الخط الأحمر يأتي ذلك في وقت دعا وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أمس، بشار الأسد إلى «طرد الإيرانيين» من سورية، وذلك غداة تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل في سورية. وقال ليبرمان، في بيان أثناء زيارته للقسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان «أستغل فرصة زيارتي اليوم للجولان، لأدعو الأسد إلى طرد الإيرانيين، وطرد فيلق القدس من سورية». وقال ليبرمان موجها رسالته للأسد: «هم لا يساعدونك، هم فقط يضرون بك، وما وجودهم إلا مشكلات وأضرار، تخلصوا من الإيرانيين وعندها ربما يمكن العودة إلى حياة أخرى». وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو اتهم إيران ب«تجاوز خط أحمر» بإطلاقها، ليل الأربعاء الخميس، صواريخ على مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان، مما دفع إسرائيل للرد بقصف عشرات الأهداف الإيرانية في سورية. العمليات العسكرية وقالت إسرائيل أول من أمس إنها هاجمت كل البنية التحتية العسكرية الإيرانية تقريبا في سورية بعد أن أطلقت قوات إيرانية صواريخ على مناطق تحت سيطرة إسرائيل. ويمكن لصواريخ إس-300 أن تصعب جدا مهمة الضربات الجوية الإسرائيلية. وأسفرت الضربات الإسرائيلية على مناطق عدة في سورية عن مقتل 23 عنصرا على الأقل، هم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصرا من القوات الموالية له، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أول من أمس. وجاءت المواجهة بعد يومين من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم عام 2015 بهدف كبح برنامج طهران النووي.