بعد مرور أكثر من 24 ساعة دون إبداء أي رد فعل على تدمير إسرائيل عشرات المواقع لها في سورية، خرجت إيران عن صمتها أمس (الجمعة) برد باهت، اكتفى فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني بالقول: «إن إيران لا تريد توترات جديدة في الشرق الأوسط»، دون أن يتطرق إلى الضربات الإسرائيلية في سورية، زاعما خلال محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «أن إيران عملت على الدوام على خفض التوترات في المنطقة في محاولة لتعزيز الأمن والاستقرار». وبحسب الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية، أقر روحاني خلال المحادثة بوجود خبراء عسكريين إيرانيين في سورية، لكنه ادعى أن «قتال إيران في سورية والعراق أتاح قيام استقرار نسبي في سورية، واستقرار جيد في العراق، ما يتناسب مع مصالح المنطقة والعالم وأوروبا». ويرى محللون أن رد الرئيس روحاني يعكس خنوعا مزريا أمام إذلال إسرائيل لإيران في سورية، لا سيما أن إسرائيل دمرت في الضربة الأخيرة البنية العسكرية والاستخبارية واللوجستية للحرس الثوري الإيراني في سورية. في سياق متصل، غداة التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل في سورية، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس بشار الأسد بطرد الإيرانيين من سورية. وقال ليبرمان في بيان أثناء زيارته للقسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان: «أستغل فرصة زيارتي للجولان، لأدعو الأسد إلى طرد الإيرانيين، وطرد قاسم سليماني وفيلق القدس من سورية»، وأضاف ليبرمان مخاطبا الأسد: «إن الايرانيين ساعدوك لكن وجودهم مضر ومؤذ ولن يجلب لك سوى الدمار والمشاكل». في إشارة إلى التصعيد بين الطرفين، قال ليبرمان: «لا أعتقد أن كل شيء انتهى حتى الآن، سنتابع الوضع بدقة ونحن نعمل بمسؤولية وتصميم». وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف ليل الخميس الماضي عشرات الأهداف العسكرية الإيرانية في سورية ردا على إطلاق صواريخ نسبها إلى إيران ضد مواقعه في هضبة الجولان المحتلة. وذكر الجيش أن القوات الإيرانية في سورية أطلقت نحو 20 مقذوفا وصاروخا باتجاه القوات الإسرائيلية في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. وأتت الغارات بعد مقتل 9 مقاتلين موالين للنظام السوري مساء الثلاثاء جراء قصف صاروخي استهدف منطقة الكسوة في ريف دمشق.