يوماً بعد يوم تثبت الوقائع والأحداث الجارية على امتداد الساحة الخليجية والعربية تورط تنظيم الحمدين في قطر، وارتباطهم الوثيق بالخيانات، ونقض المواثيق، وعدم احترام العروبة وأواصر الجوار، فهناك مواقف يسقط فيها القناع، على الرغم من تمسكهم وحرصهم على ارتدائه، فمن يتعمق في أفعال تنظيم الحمدين ومؤسساته شبه الحكومية يرى أنهم وباء وطاعون هذا العصر في جسد الأمة الخليجية والعربية، ومن يتعمق في مراجعة طبيعة النظام القطري يرى أنه نظام دموي خائن لا صديق ولا شقيق له سوى «الدم»، وباتت هذه الحقيقة معروفة لدى القاصي والداني، سواء من أبناء شعبه أو من شعوب الخليج والأمة العربية، إذ فضحت أزمة العمالة الفلبينية في الكويت الشقيقة أفعال وشرور ونزعات الشر «المراهقة» في قلب وعقل تنظيم الحمدين عندما سارعت الخطوط القطرية في نقل العمالة بالمجان بعد مخالفة السفارة الفلبينية الأعراف الدبلوماسية وقيامها بتهريب العمالة عن طريق الخطوط الجوية القطرية إلى مانيلا، مقدمة بذلك دعماً للموقف الفلبيني المخالف للأعراف. وبالرغم من اعتذار وزير الخارجية الفلبيني ألان بيتر كايتانو الأسبوع الماضي إلى دولة الكويت، قائلاً «أقدم اعتذاري إلى نظيري الكويتي وإلى الحكومة الكويتية والشعب الكويتي والقيادة الكويتية إزاء أي إساءة بسبب بعض التصرفات التي قامت بها السفارة الفلبينية في الكويت»، إلا أن هذا الاعتذار لم يرقْ لتنظيم الحمدين، فقام باستغلال الموقف بتحريك أجنحة الخطوط القطرية، التي تعاني من خسائر فادحة جراء المقاطعة، فسارعت «القطرية» وعرضت على السفارة الفلبينية تذاكر آجلة الدفع للعمالة المغادرة، وهو ما يؤكد على الحالة الاقتصادية المتردية لشركة الخطوط القطرية. الجميع بات يدرك، وعلى امتداد 25 عاماً، أن قطر وأذرعها المتفرعة من مؤسساتها حاولت مراراً وتكراراً اختراق الصف الخليجي، وتدمير منظومته السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بشتى الوسائل والسبل، وتمسحت بأهداب الفضيلة بينما هي أبعد الناس عنها، بضلوعها في تمويل القتلة وسفاكي دماء الأبرياء، ودعم كل الفصائل الإرهابية التي تحاول تفكيك منظومة الخليج العربي، واستمرأت الغدر والخيانة، لذا فإن أزمة العمالة في الكويت التي ساهمت قطر في تفاقمها، لن تكون الواقعة الأخيرة، ما لم تضع حداً لدبلوماسية المجاملات.