قدم وزير الخارجية الفلبيني ألان بيتر كايتانو أمس (الثلاثاء) اعتذاره إلى دولة الكويت حكومة وشعبا على الإساءة والتعدي على قوانينها بسبب تصرفات عناصر السفارة الفلبينية في البلاد. وقال كايتانو في تصريح نقلته شبكة (سي إن إن) الإخبارية «أقدم اعتذاري إلى نظيري الكويتي وإلى الحكومة الكويتية والشعب الكويتي والقيادة الكويتية إزاء أي إساءة بسبب بعض التصرفات التي قامت بها السفارة». وأضاف أنه قدم توضيحاً للموقف إلى سفير دولة الكويت في مانيلا الذي تفهم ذلك، وسيرسل توضيحا مماثلا إلى الشيخ صباح خالد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي. وتابع: «الجانب الفلبيني أكد للجانب الكويتي التزامه باتباع القوانين الكويتية، ونحن بالتأكيد نحترم سيادة الكويت وكرامة الدولة من خلال العمل في حدود قوانينها والقوانين الدولية». وأوضح كايتانو أن ما يمكن القيام به لتجنب تكرار ذلك مستقبلا هو وضع آلية للتعاون بين الجانبين لضمان تقديم المساعدة لكل من يحتاج لها أو من لديه قضية. وكانت الخارجية الكويتية استدعت سفير الفلبين مرتين إثر تصريحاته الصحفية وتصرفات بعض العاملين في السفارة الفلبينية ونقلت له شجبها وإدانتها لهذه التصرفات التي تمثل تعدياً وتجاوزاً على سيادة دولة الكويت وقوانينها. وقال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله إن الكويت طلبت من السفير تسليم أعضاء السفارة الذين قاموا بتهريب العمالة المنزلية، مشدداً على أن الكويت أكدت للسفير حقها في الرد المناسب على تلك التصرفات وفي موازاة سعي وزارة الداخلية للقبض على الأشخاص المتبقين المتهمين بتهريب العمالة الفلبينية. وكانت الداخلية الكويتية أعلنت مساء أمس الأول (الإثنين) عن ضبط متورط باستدراج بعض أفراد العمالة المنزلية من مقار أعمالهم وضبط مركبتين تم استخدامهما في عمليات نقل العمال، وتم تداول ذلك في منصات التواصل الاجتماعي. وأوضحت أن عمليات قطاع الأمن الجنائي في تواصل مستمر لفرض سيطرتها لتحديد وضبط المتورطين في استدراج العمالة من منازل كفلائهم، وجمع الاستدلالات التي تم عن طريقها تحديد أماكن تواجد بعض القائمين بعمليات الاستدراج والآليات المستخدمة، وأضافت الداخلية الكويتية أن الشخص الذي تم ضبطه في استدراج بعض العمالة المنزلية اعترف بنشاطه وأن المركبتين المستخدمتين في العملية مستأجرة من مكاتب تأجير بواسطة المتهم وآخرين جارٍ البحث عنهم. وأكدت أنها أحالت المتورطين والمركبات المستخدمة إلى النيابة العامة وجارٍ استكمال التحقيق مع باقي المتهمين وتحديد أدوارهم تمهيدا لإحالتهم إلى جهة الاختصاص. يشار إلى أن وزارة الداخلية الكويتية ضبطت قبل يومين اثنين من الجنسية الفلبينية أثناء قيامهما باستدراج مجموعة من عاملات المنازل من ذات الجنسية، وأثناء التحقيق مع المتهمين أقرا واعترفا بارتكابهما الجريمة وجرائم مماثلة في مناطق مختلفة من البلاد وجارٍ العمل على حصرها. وبدأت شرارة أزمة الكويتوالفلبين بسبب مقتل عاملة فلبينية على يد مقيمة وزوجها (غير كويتيين) قبل أشهر عدة وورود شكاوى من عمالة فلبينية في الكويت زعمت سوء المعاملة من كفلائهم، وتصاعدت القضية بانتشار مقطع مرئي يثبت تورط عاملين في سفارة مانيلا بالكويت في تهريب العاملات، الأمر الذي أغضب الحكومة الكويتية وشعبها، ووصلت إلى قاعة مجلس الأمة الكويتي، للتحقيق في تدخل السفارة الفلبينية غير القانوني في تهريب العمالة المنزلية.