أكد الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي، خلال كلمته التي ألقاها أمام المنتدى البرلماني الاقتصادي الإفريقي العربي، بمجلس المستشارين بالعاصمة المغربية الرباط. أن مشاركة البرلمان العربي بالمنتدى تأتي انطلاقاً من إيمانه الراسخ بدور الدبلوماسية البرلمانية العربية الإفريقية المتصاعد، وقدرتها في بناء نموذجاً جاداً للتعاون الاقتصادي العربي الإفريقي، يقوم على التشارك والتكامل والتضامن وتمتين العلاقات التجارية المشتركة من منظورٍ استراتيجي، رغم التهديدات والتحديات الكبرى والتحولات المتسارعة التي تواجه الدول العربية والإفريقية على كافة المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وقال رئيس البرلمان العربي نحن البرلمان العربي إذ نستحضر تاريخ النضال العربي الإفريقي المشترك، والكفاح ضد الغزو والاستعمار، وعمق الروابط الاجتماعية والمصالح المشتركة، والاعتبارات التاريخية والجغرافية والثقافية والحضارية، بين العالم العربي والإفريقي، فإننا نثق في قدراتنا المشتركة التي تمثل فرصاً عظيمة لإنطلاقة اقتصادية وتنموية جديدة وواعدة، يفرضها المصير المشترك لنصف الدول العربية المنتمية للقارة الإفريقية، كما تفرضها نظرة جميع الدول العربية لدول القارة الإفريقية باعتبارها الشريك الأول لصياغة المستقبل الذي يليق بشعوبنا اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، فمصيرنا المشترك وتفاعلنا الحي ومواردنا الزاخرة والفرص المتاحة تؤكد رحابة آفاق التعاون من أجل إقامة شراكة عربية إفريقية متكافئة، تعكس المنفعة المتبادلة وتطلعات الشعبين العربي والإفريقي في صناعة حاضر ومستقبل أكثر إشراقاً. وأشار الدكتور مشعل السلمي إلى أن البرلمان العربي تربطه علاقة متينة مع رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة إفريقيا والعالم العربي، أطرتها مذكرة التفاهم المشتركة التي أسست لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق، مؤكداً رغبة البرلمان العربي المخلصة في المزيد من التعاون والتنسيق والتشاور خدمةً لتطلعات الشعبين العربي والإفريقي، كما يربط البرلمان العربي علاقة قوية ومتينة وراسخة مع برلمان عموم إفريقيا قائمة على التعاون والتشاور الدائم والتنسيق المستمر بين البرلمانين، عكستها المواقف المشتركة بشأن القضايا الاستراتيجية والكبرى والمصيرية، خاصةً قضية العرب الأولى فلسطين، وكانت الجلسة المشتركة بين البرلمان العربي وبرلمان عموم إفريقيا في نهاية عام 2016م التي صدر عنها إعلان شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، تحت عنوان الشراكة الإستراتيجية الإفريقية العربية: دور البرلمانيين، وأكد على دور البرلمانيين في تفعيل التعاون في شتى المجالات، التي حددتها بوضوح قرارات القمم العربية الإفريقية، وآخرها القمة العربية الإفريقية الرابعة التي عقدت في غينيا الاستوائية، وحملت شعار التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي بين إفريقيا والعالم العربي، ونحن نتطلع إلى القمة العربية الإفريقية القادمة الخامسة التي سوف تعقد في المملكة العربية السعودية عام 2019 م لدفع مسيرة العلاقات التاريخية العربية الإفريقية إلى منتهاها وصولاً لشراكة حقيقية رسمية وشعبية، تُجسد التلاحم والترابط بين الأمة العربية والقارة الإفريقية. وأوضح رئيس البرلمان العربي أن منتدى اليوم يمثل فرصةً عظيمة لنؤكد البرلمان العربي، أن الدول الإفريقية كانت ومازالت في مقدمة الدول الداعمة لقضية العرب الأولى فلسطين، قائلا أنتهز هذه الفرصة لأجدد باسم البرلمان العربي خالص الشكر وعظيم الامتنان لبرلمانات الدول الإفريقية لثباتها في دعم الكفاح العادل للشعب الفلسطيني، من أجل تحقيق مطالبه الشرعية في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. ولقد جسد البيان المشترك الذي صدر عن رئيس البرلمانيين العربي والافريقي في افتتاح الدورة العادية لبرلمان عموم إفريقيا بمدريند في مايو 2017 الموقف التاريخي الإفريقي دعماً للقضية الفلسطينية ورغبةً مشتركة في الارتقاء بعلاقات التنسيق والتعاون بين الجانبين، مؤكدين الاستعداد التام للعمل مع برلمان عموم إفريقيا والبرلمانات في الدول الإفريقية للوقوف في وجه التحديات التي تواجه العرب والأفارقة، وفي مقدمتها مواجهة التطرف والإرهاب، والتصدي للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية والإفريقية، وما تمارسه بعض المنظمات والهيئات الدولية من ضغوط على الدول العربية والإفريقية هدفها تنفيذ مشاريع واجندات مغرضة بحجج غير صحيحة. وأكد الدكتور مشعل السلمي ختام كلمته الاستعداد التام في البرلمان العربي، لدعم ومساندة ما سيصدر عن البيان الختامي للمنتدى من توصيات خاصةً بشأن إنشاء الشبكة البرلمانية، حول الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي، وكذلك الشبكة البرلمانية لنساء ورجال الأعمال في إفريقيا والعالم العربي، باعثاً برسالة طمأنة للشعبين الكبيرين العربي والإفريقي فحواها أن ممثلي الشعبين العربي والإفريقي، عازمون على مواصلة مسيرة التشاور والتعاون والتنسيق في كل القضايا الكبرى والمصيرية، التي تمس أمن ومصالح وكرامة الشعوب العربية والإفريقية، والبرلمان العربي يدعم تحقيق هذه الشراكة بين كافة الدول الإفريقية والعربية، والتغلب على التحديات، وإزالة العقبات أمام تفعيل التعاون الأفريقي العربي وتطويره والدفع به إلى أعلى المستويات.