افتتح وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى صباح اليوم (الاثنين) معرض ومؤتمر التعاون الدولي في البحث والتطوير في مقر الوزارة في الرياض، والذي يستمر إلى نهاية غد (الثلاثاء)، وتجول الدكتور العيسى في معارض 15 جامعة سعودية ومراكز أبحاث، من بينها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، والتي وصفها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأهم جامعة سعودية، في أحد لقاءاته الإعلامية الأخيرة في أمريكا. وأكد وزير التعليم رداً على سؤال ل«عكاظ» أهمية جامعة الملك عبدالله كواحدة من الجامعات السعودية، وأنها تشكل مع الجامعات الأخرى كتلة عمل واحدة ضمن وطن واحد يعمل له الجميع مؤسسات وأفراداً، مستشهداً بما تقدمه «كاوست» من مقاعد لطلبة جامعات المملكة، ودعمها للمواهب والقيادات الأكاديمية الوطنية. وقدمت «كاوست» عبر جناحها في وزارة التعليم، عدداً من تجاربها وإنجازاتها البحثية، ففي البتروكيماويات يعزز مركز الحفز الكيميائي في جامعة الملك عبدالله مفهوم تطوير المحفزات الكيميائية، وتفاعلات الحفز الجديدة وتقنيات الحفز المبتكرة والضرورية لمعالجة تحديات القرن الحادي والعشرين، وذلك من خلال الأبحاث التي يقودها علماء ذوو خبرات كبيرة في التخصصات ذات الصلة بالحفز الكيميائي. كما يضم المركز نخبة من علماء البوليمرات الرائدين عالمياً الذين تهدف أبحاثهم إلى فهم وتحسين خصائص البوليمرات الصناعية. الماء والبترول ساهم قسم الابتكار والتنمية الاقتصادية بدعم العديد من الأبحاث المتطورة والناجحة في الجامعة، والتي نتج عنها تطوير تقنيات مبتكرة في مجالات علوم الحياة المختلفة. فعلى سبيل المثال، طورت الجامعة تقنية جديدة لتقويم الأسنان عبارة عن مشبك أسنان ذكي ذاتي الطاقة، يمكن تخصيصه ويستخدم تقنية العلاج بالضوء. كما تم أيضاً تطوير الضماد الذكي الذي يعطي تحديثات مباشرة عن حالة الجروح المزمنة عبر تطبيق الهاتف الذكي، وجلد اصطناعي ورقي بمستشعرات عالية تمكنه من الإحساس بالحركات الخفيفة. كما تضع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية البيانات الضخمة وعلم الجينوم في صميم رسالتها الطموحة، والتي من أهدافها تحسين صحة الناس. كما تقوم الجامعة بتسخير إمكاناتها المتفوقة في مجال الحوسبة الفائقة لتسريع الاكتشافات في مجال العلوم البيولوجية. وتضم «كاوست» مركزًا فاعلاً لخبراء تقنية المعلومات الذين يعملون في مجالات عدة مثل الحوسبة السحابية، وتعلّم الآلة، وإنترنت الأشياء، وتطوير الأجهزة المتنقلة، وإدارة مراكز البيانات والبرمجيات العلمية وإدارة الأنظمة. واستضافت الجامعة أخيراً أعمال الملتقى العالمي لتقنية المعلومات حيث التقى خلاله قادة الفكر لمناقشة التوجهات الإستراتيجية المستقبلية في مجال تقنية المعلومات. وتعدّ الاستدامة والطاقة المتجددة عنصرين مهمين في أبحاث «كاوست» منذ افتتاحها. ويتجلى ذلك من خلال إنشائها مركزاً لأبحاث الطاقة الشمسية ومركزاً لأبحاث تحلية وإعادة استخدام المياه. كما افتتحت الجامعة في السنوات الأخيرة مركزاً لأبحاث هندسة البترول الذي يركز على رفع كفاءة استخراج النفط والغاز في جميع أنحاء العالم، وفي نفس الوقت تقليل الأضرار البيئية والتكلفة الاقتصادية المتعلقة بحفر آبار النفط وإنتاجه. ويشرح جناح "كاوست" في معرض ومؤتمر التعاون الدولي للبحث والتطوير كيف جعلت الجامعة الماء أحد مجالات الأبحاث الإستراتيجية الأربعة (الماء، والغذاء، والطاقة، والبيئة)، وهو في صميم مهمات مركز أبحاث تحلية وإعادة استخدام المياه (WDRC) ومركز أبحاث البحر الأحمر (RSRC). ويركز الباحثون في مركز أبحاث تحلية وإعادة استخدام المياه على عمليات تحلية المياه باستخدام تقنية الأغشية الموفرة للطاقة، إضافة إلى تطوير التقنيات المبتكرة في عملية التحلية الحرارية للمياه المالحة. ويهدف مركز أبحاث البحر الأحمر إلى توفير المعرفة العلمية اللازمة لدعم نمو الاقتصاد الأزرق في المملكة العربية السعودية. وتقدم جامعة الملك عبدالله برامج أكاديمية مثل هندسة وعلوم الأرض، وعلوم وهندسة البيئة والتي يقوم الطلبة من خلالها بإجراء أبحاث مؤثرة لمعالجة أكثر التحديات إلحاحاً في العالم. وأحد الأمثلة على ذلك هو الدراسة التعاونية في مجال كيمياء الغلاف الجوي وجودة الهواء فوق شبه الجزيرة العربية بين الجامعة ومركز أبحاث لانغلي (LaRC) التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية (ناسا). أما في مجال الإنذار من مخاطر الفيضانات وتقنيات إدارة الحشود، فقد ابتكرت شركة ناشئة في "كاوست"، تسمى "سديم" نظام استشعار متطوراً للمدن الذكية يستطيع رصد الفيضانات وإدارة حركة المرور. الذكاء والمختبرات وتمثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي أحد المجالات البحثية الأساسية التي تتبناها جامعة الملك عبدالله، والتي تساهم في تحسين صحة الناس، واتخاذ قرارات عن أفضل الطرق العلاجية، فضلاً عن توفير أدوية علاجية مجدية. كما يمكن أن تساعد تقنيات نقل الأدوية داخل الجسم والتحليل الوراثي للعلامات البيولوجية المختلفة في تحسين التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض. وتقدم المختبرات المركزية في «كاوست» أحدث المرافق المتطورة والمجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات في العالم، إضافة إلى برامج التدريب والخدمات البحثية لمجتمع أبحاث الجامعة، والشركات الدولية المتعاونة وشركائها من الصناعة. وتتيح هذه المرافق التي يتم استخدامها بشكل مشترك إمكانية الوصول المباشر إلى معدات الأبحاث المتخصصة، والتي يتم تشغيلها بواسطة موظفين يتمتعون بخبرات كبيرة في مجال العلوم والهندسة.