أكد سياسيون أن القمة العربية 29 التي تعقد في الظهران اليوم (الأحد) قمة استثنائية، وأن الرأي العام العربي يعوّل عليها كثيرا لمعالجة العديد من القضايا العربية العالقة، لافتين إلى أن ملف المواجهة مع إيران سيفرض نفسه في القمة. وقال المحلل السياسي الدكتور أحمد الركبان إن قمة الظهران تأتي في وقت يشهد فيه العالم العربي ظروفاً اقتصادية وسياسية صعبة تتطلب عملا مشتركا لتحقيق أعلى درجات التكامل بين الدول العربية في مواجهة التحديات الراهنة. وأضاف: دويلة قطر ضالعة في دعم وتمويل الإرهاب، تنفيذا لأجندة إيرانية، وهي تحاول من خلال قنواتها «الجزيرة، وقناة قطر» النيل من لحمة منطقة الخليج العربي، وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لجمع الكلمة على الصعيدين العربي والإسلامي. وبين الركبان أن قطر منذ تولي «الحمدين» الحكم فيها تحاول تفكيك بعض البلدان العربية من أجل أهدافها الإرهابية، وعندما فشلت مساعيها وكشفت مؤامراتها عمدت إلى محاولة إفساد القمة العربية. وقال: «القمة لا تنظر إلى دويلة بحجم قطر ليس لها أي تأثير، خصوصا أنها غارقة في وحل إيران، وستكون مأساتها قريبا خلال 6 أشهر، فالتغيير قادم لا محالة. من جهته، أكد المحلل السياسي الدكتور عبدالله العساف أهمية «القمة 29» بالنظر إلى الدولة المستضيفة ومكانتها إقليميا ودوليا، خصوصا أنها تأتي بعد الجولة الخارجية الناجحة لولي العهد. وشدد على أن أي محاولة للتشويش عليها لن تفلح. ووصف الملك سلمان بأنه أيقونة الأمن القوي العربي والبوصلة التي تتجه إليها الأنظار عند كل أزمة تحل بالمنطقة، مؤكدا في الوقت نفسه أن المملكة دولة قائدة ورائدة، تحاول جاهدة حلحلة قضايا وأزمات المنطقة بما لها من ثقل عربي وإسلامي ودولي، لافتا في هذا الصدد إلى الاحتفاء الكبير بولي العهد في الدول الكبرى التي شملتها جولته الخارجية. ولفت الأكاديمي والباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور خالد الفرم إلى أن القمة تأتي وسط ظروف استثنائية، تمر بها المنطقة، لجهة تزايد التهديدات والتحديات التي يشهدها الأمن العربي، وفي صدارة ذلك، التهديد الحوثي والإيراني للأمن الإقليمي والعربي، وتزايد التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية، وكذلك اتساع خطر الميليشيات المسلحة العابرة للحدود في سورية والعراق واليمن. وأكد المحلل السياسي خالد الزعتر أن الملف الإيراني منذ وصول الخميني للسلطة والكشف عن مشاريع إيران الفوضوية والتوسعية يعتبر من الملفات الرئيسية على طاولة القمم العربية والخليجية، وهذا ربما يعود إلى أن الخطوات التي يتم اتخاذها تكون بشكل فردي، دون خطوات جماعية لمعالجة المعضلة الإيرانية بشكل جذري، وهو ما يطرح أولوية مهمة، وهي وجوب تطوير العمل العربي المشترك ليتواكب مع المتغيرات الحاصلة والتحديات التي تواجه المنطقة والانتقال من مرحلة الخطاب السائد الذي يقتصر على التنديد والاستنكار إلى مرحلة العمل على الأرض لمواجهة المشروع الفوضوي الإيراني.