شهدت الساحة اللبنانية اخيراً تطورات إيجابية متسارعة على صعيد عودة الحوار البناء بين أقطاب القوى السياسية، خاصة بعد اللقاء اللافت الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، بعد فترة من الانقطاع شاركهم الحديث الموفد الملكي السعودي، نزار العلولا، والقائم بالأعمال السعودي وليد بخاري داخل بهو فندق فينيسيا الشهير (وسط بيروت)، على هامش مناسبة حفلة إفتتاح جادة الملك سلمان بن عبد العزيز الأسبوع الماضي. واصبح جليا أن الثنائي- الحريري وجعجع من خلال هذا اللقاء المباشر الأول بعد مقاطعة نحو ستة أشهر، أذابا جليد الخلافات الحزبية المتراكمة بينهما منذ استقالة رئيس الحكومة الحريري. وكان لافتاً أيضا حضور رؤساء الحكومة السابقين، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام، اضافة إلى جنبلاط وجعجع، وحشد من الوزراء والنواب والشخصيات اللبنانية، وسط غياب تام لممثلين من «حزب الله»، وهو ما يحسب لتحركات العلولا الديبلوماسية الرصينة. في حين ألقى بخاري كلمة خلال حفلة افتتاح جادة الملك سلمان ما يعكس رسالة السعودية الواضحة تجاه لبنان، شعبا وحكومة، بقوله أنّ «السعودية كانت ولا تزال وستبقى، وبتوجيه من القيادة الرشيدة، ضنينةً على سلامة لبنان وأمنه واستقراره والمحافظة على وحدته الوطنية ووحدة أبنائه بكلّ أطيافهم ومذاهبهم». وفي غضون ذلك، أثنى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في « القوات اللبنانية » شارل جبور ، على اللقاء الذي يعقد للمرة الأولى منذ أشهر عدة، بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع "، لافتاً الى أن اللقاء أعاد الأمور إلى نصابها، مشدداً على أن اللقاء سيعيد التنسيق بين هؤلاء المسؤولين على مستوى القضايا الوطنية. كما أكد جبور أن «السعودية لا تتدخل في الانتخابات ولا في تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية»، بمعنى أن الموقف السعودي ينصب في السعي فقط نحو تقريب وجهات النظر بين الفرقاء للحفاظ على مدنية الدولة وأمنها واستقرارها. وفي ذات الصدد، أكد وزير الاعلام اللبناني ملحم الرياشي في حديث تلفزيوني أن اللقاء بين الحريري وجعجع يدفعان الامور إلى تحسن، مشيراً إلى ان جزءا من الفضل لجمع هؤلاء المسؤولين يعود إلى الرياض، وهذا الامر ليس خطأ لأن السعودية صديقة لهما.