تركت جولة المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا على القيادات اللبنانية خلال اليومين الماضيين ارتياحاً سياسياً داخلياً، لا سيما توجيهه دعوة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى زيارة المملكة العربية السعودية، كما بعثت الزيارة آمالاً بتوثيق العلاقات اللبنانية- السعودية. والتقى العلولا أمس، رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حضور السفير السعودي لدى لبنان وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي وليد بخاري. واكتفى العلولا بعد الزيارة بالقول: «سعدت بلقاء الرئيس بري فهو قامة وطنية تبعث الأمل والتفاؤل في لبنان». فيما اكتفى بري بالقول: «اللقاء كان ودياً، وسعادته سيغادر اليوم على أمل لقاءات أخرى». وشملت جولة العلولا في يومها الثاني الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان. وأوضح المكتب الإعلامي لسليمان أن «الموفد السعودي نقل تحيات القيادة السعودية إلى سليمان وتقديرها الدور الوطني والعروبي الذي اضطلع به في قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، وراهناً في العمل الوطني، وهو صاحب الرأي السديد والنظرة الثاقبة والذي نستنير بآرائه في كل الظروف والأوقات. واطلع سليمان على أهداف زيارته واللقاءات التي يعقدها». ولفت المكتب الإعلامي إلى أن البحث تطرق إلى «استضافة المملكة مؤتمر القمة العربية في الرياض أواخر آذار (مارس) المقبل». وأمل سليمان ب «أن تشكل القمة محطة انطلاق جديدة للعمل العربي المشترك ووضع الأسس العملية لحل الخلافات العربية- العربية، فتكون قمة المصالحة العربية بامتياز». ولفت المكتب الإعلامي إلى أن البحث «تركز على التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، وآخرها بناء الجدار الاسمنتي عند الحدود الجنوبية ومحاولة قضم أجزاء من الأراضي اللبنانية ومساحات من المياه اللبنانية في المنطقة الاقتصادية الخالصة ومحاولة السطو على الثروة النفطية والغازية اللبنانية. وكذلك إلى قضية القدس وأكد الرئيس السابق نجيب ميقاتي بعد استقباله الموفد السعودي أن «العلاقات بين لبنان والمملكة على الدوام علاقات راسخة ومميزة وتتمتع بالصدق وأعلى درجات التقارب وأوثق أواصر التفاهم والتناغم، والزيارة طبيعية لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات». ورأى ميقاتي أن «خادم الحرمين الشريفين حريص كل الحرص، كذلك ولي العهد الامير محمد بن سلمان، على دعم لبنان ومؤازرته في كل الظروف وأن السعودية لم ولن تغض النظر عن مصلحة لبنان واللبنانيين، كما أن للبنان تاريخاً في العلاقات مع المملكة لا يجوز التفريط فيه». وقال المكتب الاعلامي لرئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أن البحث مع الموفد السعودي «تركز على الاوضاع من مختلف جوانبها والعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين». وأكد الرئيس سلام بعد استقباله الموفد السعودي أن الزيارة «لها علاقة بتأكيد دعم المملكة للبنان كدولة وكشرعية، وخصوصاً في الظروف الحالية التي يقبل عليها لبنان من استحقاقات كبيرة ان كان على مستوى استحقاق سياسي كبير هو الانتخابات النيابية التي يفترض أن تعزز نظامنا الديموقراطي، أو على المستوى الاقتصادي أو الإنمائي أو المالي، أو في المؤتمرات المقبلة وعلى ضرورة دعم لبنان». ورأى أن المملكة «حريصة في هذا الظرف بالذات على أن تعطي رسالة لكل اللبنانيين عن مدى حرصها على هذا البلد». وعن موقف المملكة من الانتخابات النيابية ومطالبها، قال: «لا مطالب لدى المملكة، وكل ما تتمناه هو تعزيز لبنان والمحافظة على النظام والدولة وكل ما بوسع المملكة فعله لن تقصر، خصوصاً أنها تعتبر أن العلاقة بين لبنان والمملكة تاريخية تستوجب دائماً أن يكون هناك تواصل وثقة وتبادل الكثير من الأمور». ورأى سلام أن «دعوة الرئيس سعد الحريري الى زيارة المملكة هي تأكيد للعلاقة المتينة، ولدعم المملكة مشروع الحريري في إعادة بناء الدولة وكل ما يستوجبه من تضحيات». والتقى الموفد السعودي رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت «الكتائب» في حضور الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل. وكان العلولا التقى ليل أول من أمس، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في حضور وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي والنائب ستريدا جعجع. ولفت جعجع إلى أن المحادثات بينه وبين الموفد السعودي «طاولت في شكل أساسي المشكلات الرئيسية التي يعاني منها لبنان وتطرقنا إلى الأزمة في سورية وفي سائر منطقة الشرق الأوسط». ولفت إلى أنه طرح «على الموفد السعودي قضية الحدود البحرية النفطية اللبنانية وتوافقنا على أن طرح رئيس الجمهورية ميشال عون بتحويل القضية إلى التحكيم الدولي منطقي جداً وهو الأنسب وإذا ما كان لدى أي طرف اقتراح آخر يمكن تطبيقه فما من مشكلة في تطبيقه حتى لو كان هذا الطرح هو الحرب ورمي الصواريخ يمينا وشمالاً، إلا أنني أعتقد أن الأمر لا يمكن أن يجدي نفعاً». واعتبر جعجع أن «ما سيق بحق القوات اللبنانية من تخوين عقب استقالة الرئيس الحريري عار من الصحة وغير مقبول جملة وتفصيلاً والرئيس الحريري وضع فور عودته حداً لكل ذلك»، لافتاً إلى أن «سبب عدم عودة العلاقة إلى سابق عهدها مع تيار المستقبل هو الحاجة إلى حد أدنى من التوافق السياسي، وعلى الصعيد الشخصي أنا على علاقة طيبة بالرئيس الحريري، إلا أن ما يتم بحثه اليوم هو البرنامج السياسي الذي سيجمعنا والأسس التي سنخوض بناء عليها الانتخابات، فضلاً عن نهج الحكم الذي سنعتمده داخل الدولة»، آملاً ب «أن يعود التفاهم بين القوات والمستقبل على الحد الأدنى من مسلمات 14 آذار وترجمته في العمل داخل الدولة والانتخابات النيابية». ورأى أن السعوديين «غير راضين عن العلاقات اللبنانية- السعودية القائمة ويحاولون تحسينها من أجل إعادتها إلى سابق عهدها».