قُتل 14 مقاتلاً على الأقل من بينهم إيرانيون في الضربة التي استهدفت صباح اليوم مطار التيفور العسكري التابع للنظام السوري في محافظة حمص. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له اليوم بثته وكالة الصحافة الفرنسية أن 14 مقاتلاً قتلوا على الأقل بعد الضربة على المطار، ضمنهم قوات إيرانية، مشيراً إلى أن الجهة التي استهدفت القاعدة العسكرية المعروفة باسم التياس أيضا، مجهولة. وأكد البيان أن إيران وحزب الله لهم وجود في المطار الذي يقع بين مدينتي حمص وتدمر. وفي السياق، أكد الجيش الروسي أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت مطار التيفور العسكري بين حمص وتدمر في وسط سورية في وقت مبكر من صباح الاثنين، انطلاقا من الأجواء اللبنانية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع أن «طائرتي إف-15 تابعتين للجيش الإسرائيلي قصفتا المطار بين الساعة 3:25 و3:53 بتوقيت موسكو (00:25 و00:53 ت.غ) بثمانية صواريخ موجهة عن بعد من الأراضي اللبنانية بدون دخول المجال الجوي السوري». من جهتها، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن تكون قواتها قد شنّت ضربات في سورية، مؤكدة أنها لا تنفذ ضربات جوية في سورية. وفي واشنطن، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس (الأحد) من أن «ثمنا باهظا» سيدفع بعدما قالت جماعات إغاثة إن عشرات الأشخاص لاقوا حتفهم بغاز سام في مدينة محاصرة خاضعة لسيطرة المعارضة في سورية في هجوم اتهمت فيه المعارضة قوات نظام الأسد. وفي حين يحاول مسؤولون دوليون تأكيد الهجوم الكيماوي الذي وقع في وقت متأخر يوم السبت في مدينة دوما اتخذ ترمب خطوة نادرة بتوجيه انتقادات مباشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الواقعة. ومع تصاعد التوترات، نشر تلفزيون نظام الأسد تقريرا عن هجوم صاروخي يعتقد أنه أمريكي على قاعدة جوية سورية، ما أثار نفيا أمريكيا سريعا لمثل هذا الهجوم. وهدد ترمب باتخاذ إجراء رغم أنه لم يتضح ما الذي ينويه. وكان قد وافق العام الماضي على توجيه ضربة بصواريخ كروز ضد قاعدة جوية سورية بعد هجوم بغاز السارين على مدنيين. وكتب ترمب في تغريدة على «تويتر»: «كثيرون ماتوا من بينهم نساء وأطفال في هجوم كيماوي طائش في سورية. المنطقة التي شهدت ذلك العمل الفظيع محاصرة ويطوقها جيش نظام الأسد بما يجعل الوصول إليها من العالم الخارجي غير ممكن بالكامل». وأضاف «الرئيس بوتين.. روسياوإيران.. مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. ثمن باهظ سيُدفع». وحذرت وزارة الخارجية الروسية من القيام بأي عمل عسكري بناء على «حجج مختلقة وملفقة» وقالت إن هذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. وقال بيان مشترك للجمعية الطبية السورية الأمريكية وأجهزة الدفاع المدني التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة إن 49 شخصا لقوا حتفهم في الهجوم. وقالت مصادر بالإدارة الأمريكية إن تقييم واشنطن يشير إلى أن أسلحة كيماوية استخدمت في المدينة المحاصرة في سورية لكنهم يعكفون على تقييم التفاصيل. وقال الاتحاد الأوروبي أيضا إن الأدلة تشير إلى استخدام قوات نظام الأسد للأسلحة الكيماوية. وقال دبلوماسي أوروبي إن الحلفاء الغربيين سيعكفون على إعداد ملف يقوم على الصور واللقطات المصورة وأقوال شهود عيان ولقطات للأقمار الصناعية لطيران نظام الأسد. لكنه أوضح أنه سيكون من الصعب أخذ عينات من الأرض. ويجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم (الاثنين) بعد طلبين متنافسين من روسياوالولاياتالمتحدة. وكان محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سورية ونسبوا 27 منها إلى نظام الأسد الذي نفى مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وعرقلت روسيا مرارا الجهود الرامية لمحاسبة سورية سواء في الأممالمتحدة أو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. في الساعات الأولى من صباح اليوم، قال تلفزيون نظام الأسد إن دوي انفجارات سمع في محيط مطار التيفور قرب حمص في ما وصفه بهجوم صاروخي يرجح أنه أمريكي. وأثار التقرير عاصفة من التغريدات على «تويتر». ونفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شن مثل هذا الهجوم. وقال البنتاغون في بيان «في الوقت الراهن، لا تنفذ وزارة الدفاع ضربات جوية في سورية... لكننا نواصل متابعة الوضع عن كثب وندعم الجهود الدبلوماسية الحالية لمحاسبة المسؤولين عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية». وفي الأسبوع الماضي، قال ترمب إنه يرغب في سحب القوات الأمريكية من سورية رغم أن مستشاريه طالبوه بالانتظار للتأكد من هزيمة تنظيم «داعش» المتشدد ولمنع إيران حليفة الأسد من اكتساب موطئ قدم هناك. ويوجد نحو 2000 جندي أمريكي على الأرض في سورية للمساعدة في القتال ضد تنظيم «داعش». وقال السناتور الجمهوري جون مكين إن الأسد «تشجع» بعد تصريحات ترمب بشأن الانسحاب من سورية وإن على الرئيس الأمريكي أن يرد الآن بشكل حاسم. وقال مكين في بيان «الرئيس ترمب سارع إلى انتقاد الأسد اليوم إلى جانب الحكومتين الروسية والإيرانية على توتير. السؤال الآن يتعلق بما إذا كان سيفعل شيئا حيال ذلك». وقال أحد كبار مستشاري ترمب للأمن الداخلي يوم الأحد إن الولاياتالمتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي آخر. وقال توماس بوسرت مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في مقابلة مع برنامج «ذيس ويك» بقناة «أيه.بي.سي» التلفزيونية «لا أستبعد شيئا». وأضاف «نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي» وأضاف أن صور الحدث «مروعة». وأظهر شريط مصور بثه نشطاء نحو 12 جثة لأطفال ونساء ورجال وعلى أفواه بعضهم رغى. وسمع في الفيديو صوت يقول «مدينة دوما 7 أبريل... هناك رائحة قوية هنا». ولم يتسن ل«رويترز» التحقق من صحة التقارير. وكانت اللقطات التلفزيونية للأطفال القتلى من العوامل التي دفعت ترمب لقصف سورية العام الماضي. وقال مسؤولان تحدثا شريطة عدم الكشف عن اسميهما إن من المرجح أن ينتظر ترمب تقييما نهائيا «موثوقا به بشكل كبير» لأجهزة المخابرات بأن نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية. وقال مسؤول إن وجود قوات روسية في عدد من القواعد العسكرية السورية يعقد عملية انتقاء الأهداف المحتملة لأي هجوم. ويعتقد البعض في الإدارة أنه يجب عدم النظر إلى القوات الروسية على أنها محصنة من الهجمات بسبب دعم موسكو للأسد، لكن المسؤولين قالوا إن بوتين سيعتبر أي خسارة في الأرواح أو العتاد الروسي تصعيدا متعمدا ومن المرجح أن يرد بزيادة الدعم للأسد أو بوسائل أخرى. وكان من المقرر سلفا أن يعقد ترمب اجتماعا في البيت الأبيض اليوم (الاثنين) مع كبار القادة العسكريين. وأجرى ترمب تعديلا على فريقه للأمن القومي خلال الأسبوعين الماضيين حيث أقال مستشار الأمن القومي اتش آر ماكماستر واختار بدلا منه جون بولتون وهو سفير سابق بالأممالمتحدة ومعروف بمواقفه المتشددة. ومن المقرر أن يتولى منصبه رسميا اليوم. وأشاد بولتون بالهجوم الصاروخي الذي أمر به ترمب على سورية العام الماضي رغم أنه يركز بوجه عام على إيران باعتبارها تمثل تهديدا أكبر على الأمن القومي. وقال مسؤول أمريكي إن كبار المسؤولين بالبيت الأبيض ليسوا على علم بالنصيحة التي ربما وجهها بولتون لترامب بشأن سورية. لكن المسؤولين الأمريكيين قالا إن ترمب مصمم على سحب القوات الأمريكية من سورية رغم تحذيرات من عواقب ذلك من وزير الدفاع جيم ماتيس وغيره من القادة العسكريين. وكان الهجوم على الغوطة واحدا من أعنف الهجمات في الحرب السورية المستمرة منذ سبع سنوات، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه أسقط أكثر من 1600 قتيل مدني. وقال المرصد إنه ليس بإمكانه تأكيد استخدام سلاح كيماوي في هجوم السبت. وقالت الجمعية الطبية السورية الأمريكية إن قنبلة كلور أصابت مستشفى في دوما، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإن هجوما ثانيا استخدم «خليطا من عناصر» منها غاز الأعصاب أصاب مبنى مجاورا. وقال باسل ترمانيني نائب رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية المقيم في الولاياتالمتحدة ل«رويترز» إن 35 شخصا آخرين قتلوا في هذا المبنى وإن معظمهم من النساء والأطفال. وقال البيان المشترك من الجمعية الطبية السورية الأمريكية والدفاع المدني السوري إن مراكز طبية استقبلت أكثر من 500 حالة لأشخاص يعانون من صعوبة في التنفس وتخرج من أفواههم رغى وتفوح منهم رائحة الكلور. وقال توفيق الشماع وهو طبيب سوري مقيم في جنيف ويعمل مع اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية وهو شبكة من الأطباء السوريين، إن 150 شخصا تأكد مقتلهم في الهجوم وإن العدد في تزايد. وقال ل«رويترز» إن أغلبهم كانوا من النساء والأطفال الذين حوصروا في ملاجئ تحت الأرض. وتقع دوما في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق.