يبدأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز غدا (الإثنين) زيارة رسمية إلى فرنسا تستمر يومين، وتدور محادثاتها حول شراكة إستراتيجية سعودية فرنسية جديدة، وذلك عقب زيارة ناجحة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ل3 أسابيع. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي سيبحثان الأزمات الإقليمية والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب. وعبر قصر «الإليزيه» في بيان نشر له عن أمله في تعاون جديد يتمحور بشكل أقل على عقود آنية وبشكل أكبر على استثمارات للمستقبل، لا سيما في المجال الرقمي والطاقة المتجددة، مع قيام رؤية مشتركة، مشددا على «رؤية جديدة» للتعاون مع السعودية. وذكرت مصادر مواكبة للزيارة لوكالة «فرانس برس» أن محادثات ولي العهد السعودي ستركز على الشؤون الثقافية والاستثمارات والحرب في اليمن. ويترقب المستثمرون الفرنسيون زيارة ولي العهد إلى باريس، وأبدوا استعدادهم لمعرفة المزيد عن الانعطافة الاقتصادية الهائلة في المملكة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وتحدث مصدر مقرب من الوفد السعودي ل«وكالة فرانس برس» عن حوالى 12 اتفاقا سيتم توقيعها في مجالات السياحة والطاقة والنقل، وسيغتنم أرباب العمل هذه الفرصة بصورة خاصة لمحاولة تقصي الفرص الاقتصادية المتاحة لهم بعدما أطلق الأمير محمد بن سلمان عام 2016 برنامج إصلاحات واسعة النطاق في المملكة تحت عنوان «رؤية 2030»، بهدف تنويع الاقتصاد السعودي والحد من اعتماده على الموارد النفطية من خلال اجتذاب استثمارات أجنبية. وتنظم «ميديف الدولية» غدا (الإثنين) مجلسا لرجال أعمال فرنسيين وسعوديين سيشارك فيه حوالى 300 شخص، كما يعقد منتدى لرؤساء الشركات الثلاثاء في وزارة الخارجية الفرنسية. وفي هذا السياق، من المتوقع أن تعلن شركتا «توتال» و«أرامكو» السعودية للنفط اللتان تملكان منذ 2014 مصفاة ضخمة شرق المملكة، بروتوكول اتفاق لتطوير موقع بتروكيميائي معا، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على الملف. من جهتها، تأمل شركة كهرباء فرنسا «أو دي إف» في بيع الرياض مفاعلات نووية من الجيل الجديد وتم اختيارها لمشروع توليد كهرباء بالطاقة الشمسية. وقال رئيس قسم الاقتصاد في شركة التأمين «يولر إرميس» لودوفيك سوبران ل«وكالة فرانس برس» إن الأمير محمد بن سلمان «لديه خطة طليعية تتعلق بالبنى التحتية الضخمة في مجال المواصلات والطاقة المتجددة». ولفت إلى أن «فرنسا لديها أوراق كثيرة يمكنها المراهنة عليها، وخصوصا بالنسبة لتجهيزات الخدمات العامة والنقل في المرافئ والسكك الحديد، وللمياه والصرف الصحي ومعالجة النفايات». لكن الطريق أمام الشركات الفرنسية عسير لإثبات جدارتها، ولاسيما في مواجهة منافسيها من خلف المحيط الأطلسي الحاضرين بشكل طاغ في المملكة منذ السبعينات.