زار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز شركة «أبل» في وادي السيلكون بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، والتقى خلال الزيارة الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» تيم كوك، حيث استعرضا أوجه الشراكة، من خلال عدد من المشاريع المشتركة بين الطرفين، ومنها المشاركة في تطوير التطبيقات في المملكة العربية السعودية، وكذلك إثراء المحتوى العربي التعليمي في بيئة الفصول الدراسية، ما يعزز تطوير منهج تعليمي ابداعي لطلاب التعليم العام. كما شهد الاجتماع بحث فرص العمل لتمكين الشباب السعودي من الحصول على التدريب في مقر الشركة، واطلع ولي العهد بعد الاجتماع على العروض التقنية في التعليم والصحة والتسويق، كما زار ولي العهد مسرح ستيف جوبز، واستمع لعروض عن التطبيقات الصوتية الحديثة التي تعمل عليها الشركة، ورافق ولي العهد خلال الزيارة السفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وأعضاء من الوفد الرسمي المرافق لولي العهد. إلى ذلك، التقى ولي العهد في مقر إقامته بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا، وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية. حضر اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وأعضاء من الوفد الرسمي لولي العهد. من جهة أخرى، أكدت رئيسة شركة «لوكهيد مارتن» مارلين هيوسون، التي زارها ولي العهد أول من أمس، سعادتها بزيارته مقر الشركة، مشيدة بالتعاون في مجال الأمن مع السعودية نحو نصف قرن. وقالت هيوسون، في تصريح لها: «كان شرفاً خاصاً أن نستضيف الأمير محمد بن سلمان في منشأتنا الفضائية هنا في وادي السليكون. وخلال الزيارة، شاهد عن كثب الأقمار الصناعية القوية والمبتكرة التي يجري بناؤها ل«عرب سات»، ما سيعزز قدرات المملكة التقنية، كما التقى المهندسين السعوديين الذين عملوا جنباً إلى جنب مع مهندسي لوكهيد مارتن، لتعلم مهارات تجميع الأقمار الصناعية، والتكامل، والاختبار، «واحتفلنا معاً بما ستعنيه هذه الجهود لبناء صناعة فضائية مستقبلية في السعودية، وزيادة الفرص الاقتصادية، وخلق فرص العمل في جميع أنحاء المملكة». وفي مجال الاتفاقات التي أبرمها ولي العهد، خلال زيارته أميركا، أعلنت شركة « أمازون» عددا من الوظائف في مدينتي الرياضوجدة، بعد اللقاء الذي جرى بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس التنفيذي ل«أمازون» جيف بيزوس، في سياتل الأميركية الأسبوع الماضي، وطلبت «أمازون» موظفين بدوام كامل في مجال التجارة الإلكترونية، كما أضاف «سوق. كوم» المملوك ل«أمازون» عددا من الوظائف للسعوديين، وأخرى في دبي. وتنوي «أمازون» الاستثمار في المملكة العربية السعودية، وتجري محادثات مع الرياض في شأن الاستثمار، في إطار سعي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى خلق مكانة في قطاع التقنية للمملكة. ... وترقب في فرنسا وإسبانيا لزيارته من المقرر أن يصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى إسبانيا الخميس المقبل، حيث يستقبله الملك فيليب السادس في مدريد، وذلك بحسب بيان إسباني رسمي، ومن المأمول أن تعزز هذه الزيارة الأولى لولي العهد، الشراكة التاريخية بين الرياضومدريد. وسينتقل ولي العهد من إسبانيا إلى فرنسا حتى يوم الثلثاء، بعد جولة فى الولاياتالمتحدة وبريطانيا ومصر استمرت أسابيع، التقى خلالها رؤساء المؤسسات، ووقع عقودا لتشجيع الاستثمارات فى البلاد. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن إسبانيا تقيم علاقات وثيقة مع السعودية، بدفع من الملك خوان كارلوس والد الملك الحالي، الذى حكم البلاد من 1975 إلى 2014، وكان صديقا للملك الراحل الملك فهد، ويبقى اليوم مقرباً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. من جهته، أشار قصر الإليزيه إلى أمله في قيام «تعاون جديد يتمحور بشكل أقل على عقود آنية، وبشكل أكبر على استثمارات للمستقبل»، في طموح يحظى بتأييد الرياض، فقد حدد عنوان زيارة محمد بن سلمان لفرنسا، التي تبدأ الإثنين وستستمر 48 ساعة، وتأتي بعد زيارة ثلاثة أسابيع للولايات المتحدة، فيما تحدث مصدر مقرب من الوفد السعودي لوكالة فرانس برس عن حوالى 12 بروتوكول اتفاق سيتم توقيعها في مجالات السياحة والطاقة والنقل. وسيغتنم أرباب العمل هذه الفرصة في صورة خاصة لمحاولة تقصي الفرص الاقتصادية المتاحة لهم، بعدما أطلق ولي العهد السعودي عام 2016 برنامج إصلاحات واسعة النطاق في بلاده بعنوان: «رؤية 2030»، بهدف تنويع اقتصاد المملكة والحد من اعتماده على الموارد النفطية، من خلال اجتذاب استثمارات أجنبية. وتنظم « ميديف الدولية» يوم الاثنين مجلساً لرجال أعمال فرنسيين وسعوديين، سيشارك فيه حوالى 300 شخص، كما يعقد منتدى لرؤساء الشركات يوم الثلاثاء في وزارة الخارجية الفرنسية بمبادرة من الطرف السعودي. وتأتي فرنسا في المرتبة الثامنة بين موردي السعودية، إذ لا تمثل المملكة سوى واحد بالمئة من الصادرات الفرنسية، ومعظمها في مجال الطيران والآليات والأدوية، إلا أن شركات فرنسية عدة متعددة الجنسيات تشارك في مناقصات على عقود. وفي هذا السياق، من المتوقع أن تعلن شركتا «توتال» و«أرامكو» السعودية للنفط، اللتان تملكان منذ 2014 مصفاة ضخمة في شرق المملكة، بروتوكول اتفاق لتطوير موقع بتروكيميائي معا، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على الملف. من جهتها، تأمل شركة كهرباء فرنسا «أو دي إف» في بيع الرياض مفاعلات نووية من الجيل الجديد، وتم اختيارها لمشروع توليد كهرباء بالطاقة الشمسية. وقال رئيس قسم الاقتصاد في شركة التأمين «يولر إرميس» لودوفيك سوبران لوكالة فرانس برس إن الأمير محمد بن سلمان «لديه خطة طليعية تتعلق بالبنى التحتية الضخمة، في مجال المواصلات والطاقة المتجددة». ولفت إلى أن «فرنسا لديها أوراق كثيرة يمكنها المراهنة عليها، وخصوصا بالنسبة لتجهيزات الخدمات العامة والنقل في المرافئ والسكك الحديد، وللمياه والصرف الصحي ومعالجة النفايات»، لكن الطريق أمام الشركات الفرنسية عسير لإثبات جدارتها، ولا سيما في مواجهة منافسيها من خلف المحيط الأطلسي الحاضرين بشكل طاغ في المملكة منذ السبعينات.