في حواره مع مجلة «تايم» الأمريكية واجه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز محاورا مشاكسا ولا أقول عدائيا، لكن إجابات الأمير في المقابل أظهرت سرعة بديهة، وأبرزت قدرته على التعامل مع أي أسئلة محرجة بإجابات تملأها الثقة وقدرته على مد أقصر جسور التواصل مع المتلقي ! استطاع أن يشرح خطته لبناء اقتصاد جديد يتجاوز الاعتماد على النفط، ويضمن بقاء المملكة ضمن أقوى 20 اقتصادا في العالم، وقدم مشروع إنتاج الطاقة الشمسية على أنه مشروع لا يخص السعودية وحدها بل العالم بأسره، وتحدث عن التغيير الاجتماعي فأكد أنه تغيير لنمط الحياة نحو الأفضل، ولا يمس جوهر هوية الإنسان السعودي، وكموضوع مفضل لديه كان مجيدا في شرح الفارق بين الإسلام الحقيقي والإسلام الذي أعاد المتطرفون تعليبه وتسويقه، بعد أن اختطفوا الإسلام المتسامح عام 79م، كما نجح كعادته في تفنيد توصيف الوهابية ومساعي ربطها بالجهادية التكفيرية، وأظهر فهما عميقا للحالة الدينية وتجاذبات صراعها السياسي الذي لم يكن الغرب بريئا من ركوب موجته في بعض مراحل الحرب الباردة والصراع مع الاتحاد السوفيتي في حدائقه الخلفية وأفغانستان! وكان لافتا حديث الأمير عن الأمراء الشباب الذين يعملون معه لإنجاز التغيير وتحقيق أهداف رؤيته لمستقبل المملكة، وهؤلاء الأمراء الشباب كما علمت تم اختيارهم بعناية وتأهيلهم ليتحملوا مسؤولياتهم ويكونوا عضدا حقيقيا في تجديد بناء الدولة ! وقد أختلف بعض الشيء مع سموه في حديثه عن التعليم في السعودية، فنظامنا التعليمي العام ليس جيدا، ويعاني بعض الشيء، ولعل مبادرات النهوض به التي خصصت لها برامج التحول والرؤية مؤشر على إدراك الدولة لأهمية تطويره لإنتاج أجيال مؤهلة تأهيلا يواكب تحقيق الرؤية المنشودة ! ختام الحوار لم يخل من ملامح أمير حازم لا تربكه الأسئلة المباغتة، عندما أكد على أن الثراء ليس عيبا وإنما العيب أن يكون مصدره فسادا! الخلاصة أن الأمير محمد بن سلمان نجح في تقديم وجه جديد في أمريكا، ليس لأمير شاب يقود التغيير في بلاده فحسب، بل ولبلاد قررت التغيير لقيادة منطقتها!