في لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع مجلة (تايم) الأميركية الصريح تكلم سموه بلسانه عن رؤيته لوطنه وشعبه فأجاد. ما احتواه من ردود تدل على وعي شديد بالواقع وظروفه، والثقافة والجرأة والثقة التي وردت فيها هي رسالة قوية لمن هم داخل وطنه، ولأولئك الذين هم خارجه، بأن عزيمته ورؤيته فيها من الطموح والقوة والاعتزاز والاحترام لوطنه وشعبه ما يجعل أي شخص يتمنى ويطمع بأن يكون له نصيب منها. الأسئلة كانت متنوعة ودقيقة وشفافة، وإجابات سموه كانت صادقة واضحة وقوية ومتمكنة، فيها إلمام بجوانب وخفايا كل سؤال طرح. لم يجد سموه حرجاً في الرد على أي منها، وعبر عن رأيه ورأي شعبه تجاه قضايا مهمة كانت دائماً تُصاغ بخبث للنيل من الشعب السعودي، مثل الوهابية، ورعاية الدين الإسلامي للتطرف والإرهاب، وطفرة النفط وغيرها من القضايا السياسية الشائكة في اليمن وسورية والعراق، وربطها بكل ذكاء برأس الفتنة إيران هو انتصار للسعوديين على كل ما كان يروج ضدهم من ادعاءات كاذبة في الإعلام الغربي، وما كان يحاك حولهم من دسائس خبيثة. سموه عبر بكل جرأة عن رأيه من حرب العراق والتدخل الأميركي فيها، ورد بكل ثقة على كل الأسئلة الخاصة بمزاعم الحوثيين في اليمن، ووضع دولة إيران الخبيثة في حجمها ومكانها الحقيقي، ووصفها كما لم توصف من قبل ليفضح حقيقتها وتآمرها المستمر، ونياتها الجشعة والمستترة في المنطقة أمام الجميع، ولا يسع أي قارئ لهذا اللقاء أن ينكر قوة القرائن التي وردت فيه، والتي فندت مزاعم كثيرة كانت تروى وتروج في دعايات سمجة لمصالح مستترة! كما أن التحذير الذي وجهه سموه للدول الغربية من خطر انتقال التشدد المدعي للإسلام لمسلمي أوروبا ومحاولات جماعة الإخوان المسلمين في احتواء وغزو المجتمعات المسلمة هناك فكرياً مثلما حاولت وفعلت في المجتمعات العربية والإسلامية سابقاً وابتلتها به في أجنداتها السرية، حتى تداعت أخيرًا، وفضح أمرها وجرمت، هو تحليل واقعي قد ظهرت بوادره مع تزايد الاعتداءات الإرهابية باسم الإسلام من شباب مسلم تربى وعاش في المجتمعات الغربية، ودس فيه سم كره المجتمع وتجريمه ليستغل ممن لا ضمير له. لقاء الأمير محمد بن سلمان في مجلة (التايم) هو ملخص لرؤيته، فيه من الوضوح والثقة بقدرات شعبه على الاستفادة من خيرات أرضه في المشروعات المستقبلية وبما أورده حول رأيه في التعليم بالمملكة. هذا اللقاء القوي أثلج صدور شعبه الذي تمنى مرارًا أن يجد مدافعاً قوياً مثقفاً وذكياً عنه، فشكراً لولي عهدنا؛ لأنه تحدث بما يدور بخلد كثير من السعوديين وفي أروقة مجالسهم من آراء كانت حبيسة لتلك المجالس لفترة طويلة من الزمن! Your browser does not support the video tag.