يبدو أن نظرية «النمذجة» للعالم النفسي ألبرت باندورا وولترز ستجد لها حيّزاً في السينما السعودية المزمع عرضها في دور السينما العالمية، خصوصاً «هوليوود الأمريكية»؛ إذ ترتكز النظرية على التعليم من خلال المحاكاة، وصناعة النموذج، ما قد يعزز تحقيق أحد مرتكزات رؤية 2030 بتعريف المجتمع الخارجي بالمملكة العربية السعودية من خلال قوتها الناعمة، خصوصاً ما يسمّى ب«الفن السابع». ولم تكن لقاءات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بكبار منتجي الأفلام (هوليوود الأمريكية) إلا الخطوة التأسيسية لشركات أكبر في التعريف بالإنسان السعودي من خلال فن السينما السعودية، وتدريب الكوادر الإبداعية، وإيجاد الفرص لتصحيح الصورة النمطية لدى المجتمع الأمريكي عبر صناعة النموذج والمحاكاة للمجتمع السعودي المتسامح. ولم تتوان القوى الناعمة السعودية، «هيئة الثقافة» و«مسك» و«إثراء»، عن إقامة فعاليات وندوات ثقافية وعرض للأفلام السعودية في الجامعات الأمريكية في مدينة لوس أنجليس؛ إذ أوضح رئيس الهيئة العامة للثقافة المهندس أحمد المزيد، أن «تقديم المواهب السعودية في صناعة الفيلم وتبادل تجاربهم مع المجتمعات الأخرى سيسهمان في تمكينهم وفتح آفاق جديدة لهم تساعد على إنتاج وتقديم النموذج الفني المبدع للمواهب السعودية». ولأن الأفلام قوى ناعمة في خلق التصورات الذهنية، يمكنها بناء الشخصيات، وتضمين الرسائل القادرة على خلق تصورات إبداعية عالية، خصوصاً أن الهيئة العامة للثقافة أعلنت أخيراً تأسيس مجلس للأفلام السعودية، ما يعزز الصورة الذهنية للمملكة في الخارج، ويصدّر الثقافة السعودية وتراثها العريق من خلال الأعمال الفنية. النمذجة السعودية من خلال الفن السابع المرافق لزيارة عراب رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان انطلقت إرهاصاتها من زيارة ولي العهد إلى العاصمة البريطانية (لندن)، مروراً بالزيارة التاريخية للولايات المتحدةالأمريكية، وأخيراً في إحدى أشهر المدن الثقافية (كان الفرنسية)؛ إذ يعد الحراك الثقافي المرافق للزيارة صوراً من تصورات النمذجة السعودية، التي تستطيع من خلالها أن تبني الشخصية السعودية الصحيحة في التصورات الذهنية لدى المجتمعات خارج المملكة.