لم يكن حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أواخر أكتوبر الماضي في «مبادرة مستقبل الاستثمار»، عن استثمارات الحالمين في «نيوم»، التي من المتوقع أن تحتضن أرضها أكبر محطة لتوليد الكهرباء، ليبدأ قبل أقل من 6 أشهر في بناء أرض الحالمين وتجسيد أحلام السعوديين على أرض الواقع، بطموح بعيد عن الأرض، قريب إلى الشمس. توقيع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس مجلس إدارة صندوق رؤية سوفت بنك مذكرة تفاهم لإنشاء «خطة الطاقة الشمسية 2030» التي تعد أكبر المشاريع العالمية في الطاقة، والتي ستجعل من بريق الحلم السعودي ومدينة استثمار الحالمين أكثر إشعاعاً، لم يكن سوى دليل على بدء اتصال الحلم السعودي ب«عنان السماء». ويبدو أن وضع السعوديين خطة الطريق لمعراج حلمهم، الذي لن يتحقق إلا بتخليهم عن الطرق التقليدية في الاستثمار، وخلق شيء جديد في العالم، من خلال صناعة جيل جديد من الخدمات والطرق والصحة والطاقة. الحلم السعودي الجديد المشاهد من الفضاء، والذي ستكون مركبات صناعة مواده الخام كالنحاس والسليكا والأسلاك المعدنية متوافرة داخل السعودية، الأمر الذي سيعطي المشروع ميزة نوعية سعودية لا تتوافر لدى غيرها من دول العالم، إضافة إلى توفر الطاقة الشمسية والطلب المحلي العالي لها، وهذا سيساعد على أن تسيطر المملكة على إنتاج الطاقة الشمسية في العالم. ولن يقتصر إنتاج الطاقة السعودي على اللوائح الشمسية في مدينة الحلم السعودية، بعد أن قالت التقارير إن نحو 200 ألف برميل يوميا من إنتاج النفط بجانب موارد عالية من الغاز ستنتج من هذه المنطقة لن يستطيع أحد في العالم أن يبني مثلها إلا إذا دمر مدينة بالكامل وأنشأ أخرى مثل نيوم. «النفط السعودي الجديد» الذي سيمكن نحو 100 ألف سعودي من شغل وظائف من شأنها المساهمة في إنتاج ما بين 150 - 200 جيجاواط بحلول عام 2030، الأمر الذي سيمكن السعودية الشابة من التحكم بأسواق الطاقة حول العالم، والهيمنة على سوق جديدة إضافة إلى بحيرات النفط المخزونة تحت الأرض.