أكد مختصون اقتصاديون ل«عكاظ» أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدةالأمريكية تنقل العلاقة بين البلدين إلى مراحل متقدمة من الشراكة، إذ سيتم نقل الخبرات والتقنيات المتطورة الى أرض السعودية وليس فقط الاستثمار في الشركات الأمريكية، مشيرين إلى أن العلاقات بين المملكة وأمريكا تاريخية إستراتيجية، إذ يتجاوز التبادل التجاري بين البلدين ال 200 مليار سنويا، وهي ما تعادل 8% من الناتج الإجمالي في السعودية. وقالوا إن هذه الزيارة تسهم في حلحلة الملفات المعقدة لقضايا الشرق الأوسط، معتبرين أنها تعزز رؤية المملكة الطموحة من خلال الاستثمارات المشتركة التي تم بحثها ومناقشتها. في بداية الحديث أكد الاقتصادي محمد العنقري، «أن الشراكة الاقتصادية هي الإستراتيجية الحديثة في علاقات الدول مع بعضها البعض، مشيرا أن أمريكا تعتبر أكبر اقتصاد في العالم وبالتأكيد الشراكة معها مهمة جدا، من ناحية أنها تتميز بالتفوّق التقني الهائل، وأيضا رائدة في الاقتصاد المعرفي، الذي أصبح يدر مداخيل عالية جدا قياسا بالاقتصاد الصناعي والتقليدي». وأضاف: «المملكة تحتاج للشراكة مع شركات أمريكية في شراكات تقنية حديثة، إضافة أن الاستثمار في الاقتصاد الأمريكي يعد واحدا من أهم الخيارات أمام الصناديق السيادية، أو التي تدار من قبل المؤسسات والبنوك العالمية، وسنجد أن نسبة من استثماراتها تعادل نسبة الناتج الإجمالي الأمريكي من العالمي، إذ إن الناتج الإجمالي الأمريكي يعادل نحو 23% من الاقتصاد العالمي، وبالتالي تجد أن تلك الصناديق تستثمر بنفس النسبة في الاقتصاد الأمريكي، سواء الاستثمار المباشر أو من خلال السوق المالية والسندات وأذونات الخزينة». وبيّن أن العلاقة مع أمريكا تعتبر علاقة إستراتيجية من الأساس وحجم التبادل التجاري ضخم جدا بين البلدين وقد يتخطى ال 200 مليار سنويا، وهو ما يعادل 8% من الناتج الإجمالي في السعودية، وفي هذه الزيارة تنتقل العلاقة إلى مراحل متقدمة من الشراكة، إذ تسعى السعودية إلى نقل الخبرات والتقنيات المتطورة إلى أرض المملكة وليس فقط الاستثمار في الشركات الأمريكية. من جهته، قال الاقتصادي ناصر القرعاوي «إن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر هي الزيارة الأبرز هذا العام على المستوى الدولي، وذلك من خلال الملفات، التي تم فتحها وبحثها أمام الحوار السعودي الأمريكي بأعلى مستوياته ومكوناته ومحيطه، سواء في أمريكا وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، وتعتبر أطول زيارة عمل لمسؤول رسمي سعودي تاريخيا، وقد احتوت زيارات ميدانية والتقاء شركات وأصحاب قرار والمؤثرين. وبين أن زيارة ولي العهد هي التي حظيت بالنصيب الأكبر في الإعلام الأمريكي. وبين القرعاوي أن هذه الزيارة هي تعزيز للرؤية من خلال الاستثمارات المشتركة التي تم بحثها ومناقشتها، إذ إنها لم تكن وعودا بإنفاق أموال سعودية ضخمة في الأسواق الأمريكية والعكس فقط، وإنما هي شراكات تجارية تتعلق بالتقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي والمعرفي ومشاريع كبرى أخرى بين البلدين. وقال: «إن الصورة بدأت تتضح بالنسبة للملفات المعقّدة لمواضيع تتعلق بالشرق الأوسط، سواء «الملف الحوثي، والملف الإيراني، والملف السوري»، إضافة إلى ما يتعلق بمستقبل الاستقرار العالمي» وأضاف بأننا ننظر إلى ال 400 مليار بأنها أكبر صفقة تعاون اقتصادي فني تقني وإستراتيجي بين البلدين. من جانبه، أشار الاقتصادي فهد الشرافي أن زيارة ولي العهد إلى أمريكا تنبثق من رؤية المملكة 2030، التي تزيدها تلك الزيارة وهجاً وقوة، فحينما يقف الرئيس الأمريكي ويعلن ارتياحه من العلاقات السعودية الأمريكية ذلك يكمن في دبلوماسية المملكة الهادئة والفاعلة في نفس الوقت، وفي نهاية الزيارة سيكون القرار السعودي الأمريكي هو حلحلة الكثير من ملفات المنطقة. وبين أن أسواق المال السعودية سيكون لها آليات جديدة للتعامل مع الشركات الأمريكية الرئيسية، وذلك حينما ندخل شركاء في رأس المال.