عندما يقود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحراك السعودي في واشنطن، مركز صناعة القرار السياسي العالمي، فإنه يحمل هموم وهواجس الأمة العربية والإسلامية، فضلا عن حرصه على تجديد الشراكة الإستراتيجية للقرن ال 21 بين السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تم تدشينها العام الماضي، إلى جانب إيجاد شرق أوسط خالٍ من الإرهاب والتطرف، ودعم رسالة الأمن والسلام في المنطقة، وتكريس قيم الإسلام الوسطي، ودعم التسامح. وعندما يستقبل الرئيس الأمريكي غدا (الثلاثاء) الأمير محمد بن سلمان في أول لقاء بينهما بعد تقلده منصب ولي العهد، سيضع الأمير الشاب أمام ترمب ملفات وقضايا المنطقة بمنتهى الصراحة والشفافية، خصوصا التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وكيفية التصدي لمؤامراتها، ونشرها للفكر الإرهابي الطائفي في المنطقة، فضلا عن وضع القيادة الأمريكية في صورة السعودية الجديدة وفق الإصلاحات التي تبناها وفق الرؤية 2030. وبعد 10 أشهر من آخر لقاء جرى وجها لوجه بين ترمب والأمير محمد بن سلمان في الرياض، يتوقع أن يعزز الرئيس الأمريكي العلاقة الإستراتيجية مع السعودية من خلال محادثاته مع ولي العهد. العالم يترقب لقاء ابن سلمان مع ترمب الذي سيتطرق إلى التطورات الرئيسية في المنطقة وتحديدا الأزمة اليمنية والسورية، وتعزيز التحالف لمكافحة الإرهاب والتطرف. وقال مصدر أمريكي إن مراكز صناعة القرار الأمريكية انبهرت بحجم التغييرات الإيجابية التي طرأت على السياسة السعودية الداخلية، خصوصا في ما يتعلق بتمكين المرأة وتعزيز الإصلاحات المجتمعية، ودعمت إدارة الرئيس ترمب «رؤية 2030» الرامية إلى تنويع الاقتصاد السعودي والحد من اعتماده على النفط وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية. وتعد الولاياتالمتحدة حليفا تاريخيا للسعودية، فمنذ أن التقى الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت الملك عبدالعزيز آل سعود على متن بارجة حربية أمريكية في قناة السويس عام 1945، حرص كل رئيس أمريكي على العلاقات مع السعودية. واعتبرت مرحلة رئاسة ترمب الأكثر متانة في تاريخ العلاقات، عندما اختار الرياض وجهة لأول رحلة له إلى الخارج كرئيس، ونقل العلاقة إلى مستوى جديد. وأشارت المصادر إلى أن الملف الإيراني سيكون أحد الملفات الرئيسية في لقاء البيت الأبيض، خصوصا أن الأمير محمد استخدم لهجة انتقادية جدا حيال النظام الإيراني في مقابلة مع شبكة «سي بي إس»؛ إذ شبه طموحات خامنئي بهتلر. وحذر من أنه في حال طورت إيران قنبلة نووية، فإن السعودية ستقوم بالأمر نفسه «في أسرع ما يمكن».