يا له من وصف دقيق أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال حديثه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية ضمن زيارته الناجحة إلى القاهرة، اعتبر نظام الملالي في إيران «نمرا من ورق».. نعم إنهم كذلك يا حفيد المؤسس وابن ملك الحزم، يحاولون زراعة الفتن والشر في كل مكان لكنهم يحصدون الهلاك والهزيمة تلو الأخرى، مع أذنابهم من الحوثيين وحزب الله وحكام قطر السائرين على دربهم! إنها لغة الحزم الجديدة التي تحمل رسائل ومضامين قوية وحازمة.. بالضبط مثل رسالته الواضحة لتنظيم الحمدين بأن المقاطعة ربما تستمر عقودا وسنوات طويلة حتى يعودوا إلى رشدهم، فقد ضغط على جرحهم الغائر وهو يقول «إن هناك عقدا نفسية تحرك حكام قطر تجاه الدول العربية، مشكلتهم تافهة جدا، بل إن شارعا واحدا فى مصر أكثر عددا من سكان قطر»، وجاءت رسالته الأخرى مؤلمة وحزينة لهم، حيث أشار إلى أن «الطريقة الوحيدة لحل الأزمة مع الحمدين ستكون على طريقة تعامل الولاياتالمتحدةالأمريكية مع كوبا عام 1959، عندما تدهورت العلاقات الأمريكية الكوبية بشكل كبير بعد الثورة الكوبية المناهضة لسياسات واشنطن، وهو ما أدى إلى قطع الولاياتالمتحدة علاقتها مع كوبا وفرضها حظرا اقتصاديا عليها، بدأ فى أكتوبر 1960، ولم يتم تخفيف سوى عدد من القيود خلال فترة الرئاسة الأولى لأوباما».. هكذا يتم التعامل مع من ذهبوا للارتماء في أحضان الإيرانيين والإخوان.. بل والأتراك أيضاً! الرسالة الأقوى في نظري تتمثل في الزيارة نفسها وتعزيز الحلف السعودي المصري القوي لحفظ الاستقرار العربي، ومواجهة النزعة التخريبية للإيرانيينوالقطريين في المنطقة، تحالف حازم يضم أكبر جيشين في المنطقة والقوتين البشرية والاقتصادية الأكبر في المنطقة، ويعزز الدور الريادي للبلدين في جميع المجالات، خصوصاً في محاربة الإرهاب الذي طل برأسه في العراق وسورية وليبيا ودول الساحل الأفريقي. الخطوة الاقتصادية العملاقة التي أقدم عليها البلدان بإنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار ب16 مليار دولار تؤكد أن التنمية الشاملة والنهضة الاجتماعية هي أكبر سلاح لدحر الإرهاب، وتوفير الفرص الوظيفية ومواكبة العصر أكبر الأسلحة التي يمكن استخدامها لدحر الإرهاب والتصدي لقوى الشر الذين يسعون إلى إثارة الفوضى في عدد من الدول بالمنطقة. حققت زيارة ولي العهد إلى مصر أبعادا كبيرة تتجاوز الاتفاقيات والمشاريع التي تم الاتفاق عليها، فهناك تلاحم كامل بين الشعبين، جسدته الزيارة إلى مؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها الأزهر الشريف، والكاتدرائية المرقسية في القاهرة، ولقاء بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، تأكيداً على نشر الوسطية، حيث بات ولي العهد أول مسؤول سعودي يزور بطريركية الأقباط في مصر ويجد هذا الترحيب والاستقبال الكبير. إننا نسير في طريق التكامل الاقتصادي بين شطري البحر الأحمر، والاتفاقات والمشاريع التي يجري العمل عليها وبالذات مشروع نيوم ومحور تنمية قناة السويس المصري سيعودان بالخير على الشعبين السعودي والمصري، وعلى المنطقة بأسرها لخلق تكامل إقليمي تنموي، حيث ستتحول منطقة البحر الأحمر إلى مركز عالمي يساهم في تعزيز نمو الاقتصاد في البلدين، ويساعد في الوقت نفسه على محاصرة ودحر الإرهاب.