اعتبر اقتصاديون ورجال أعمال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة بداية نهضة سياحية كبيرة ودفعة حقيقية لإطلاق مشاريع اقتصادية ستجمع البلدين في شتى القطاعات، وخطوة على طريق تعزيز التعاون بين أكبر بلدين في المنطقة، وتطوير العمل العربي المشترك لدحر الإرهاب والتصدي لقوى الشر التي تقودها إيران، والأجندة التي تنفذها قطر بهدف التخريب وإثارة الفوضى في دول المنطقة. وأجمعوا على أن الحصاد النهائي للزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، يتجاوز الاتفاقات التي جرى توقيعها ب16 بليون دولار لإنشاء صندوق سعودي - مصري للاستثمار، وتفعيل التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع «نيوم» السعودي على ساحل البحر الأحمر، بحيث يصبحان قبلة للتجارة العالمية في المنطقة. وقال الاقتصادي سيف الله محمد شربتلي، إن الحصاد الاقتصادي للزيارة كان مبهراً، وحققت مكاسب كبيرة على مختلف الصعد، بعد توقيع اتفاقات اقتصادية، ما يمهد لنقلة كبيرة في الاستثمار السعودي في مصر، مشيراً إلى أهمية الاتفاقات الأربعة التي وقعت خلال الزيارة، وشملت إنشاء صندوق سعودي - مصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي ووزارة الاستثمار المصرية، بهدف ضخ الاستثمارات السعودية في تلك المشاريع في عدد من محافظات مصر، على أن يتم اختيار المشاريع من خريطة مصر الاستثمارية التي أعدتها وزارة الاستثمار بالتنسيق مع بقية الوزارات والهيئات الحكومية، إضافة إلى اتفاق تعاون في مجال حماية البيئة والحد من التلوث بين وزارة البيئة في مصر ووزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، وبرنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار المصرية ونظيرتها السعودية. بدوره، لفت رجل الأعمال محمد الغيثي إلى الأبعاد التي حققتها زيارة القاهرة ولقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتلاحم مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني، وعلى رأسها الأزهر الشريف، ولقاء الدكتور أحمد الطيب، وزيارة الكاتدرائية المرقسية في القاهرة، ولقاء بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، تأكيداً على نشر الوسطية ومكافحة الإرهاب، فولي العهد أول مسؤول سعودي بارز يزور بطريركية الأقباط في مصر، ويجد هذا الترحيب والاستقبال الكبير. وأضاف: «الهدف من توقيع الاتفاقات التجارية هو تحقيق التكامل الاقتصادي والاستثماري علي المستوى الثنائي بين البلدين، بما يحقق مصالحهما المشتركة ويعود بالخير على شعبيهما، وكذلك على مستوى المنطقة لخلق تكامل إقليمي تنموي، لاسيما أن الاتفاق ركز على استهداف منطقة جنوبسيناء ومدينة العلمين، للاستفادة من تطوير المنطقة كإحدى المناطق الأكثر اجتذاباً للاستثمارات والسياحة دولياً، ما سيعمل على ترويج أنشطة السياحة والاستثمار في هذه المنطقة، بما يجعلها مركزاً عالمياً يساهم في تعزيز نمو الاقتصاد المصري، ويساعد في الوقت نفسه في محاصرة ودحر الإرهاب، إذ إن التنمية هي أقوى سلاح لمحاربة قوى الشر». من جهته، وصف الخبير الاقتصادي أحمد بافقيه الزيارة بأنها «أكبر دفعة لتفعيل مشروع نيوم السعودي على ساحل البحر الأحمر، الذي يمثل حلماً حقيقياً لكل الطامحين إلى التطوير ودخول العالم الأول من أوسع أبوابه». وقال: «شدد الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه رؤساء الصحف والإعلاميين المصريين، على أن هذا المشروع يشهد في جوانبه تعاوناً مشتركاً بين مصر والسعودية، وسيؤدي إلى رخائهما على الصعيدَيْن الاقتصادي والسياحي، إذ سيشهد استثمارات بقيمة 500 بليون دولار، وتشارك مصر مع السعودية في أحد جوانبه، من خلال المشاريع التي ستتم على الأراضي المصرية بمشاركة مصرية؛ وتستثمر السعودية في إنشاءات كبيرة». ولفت إلى ما قاله ولي العهد بأن مشروع «نيوم» من المقرر أن يجذب ملايين السياح، إذ سيكون الانتقال بين ضفتَي المشروع بين الجانبَين المصري والسعودي على مسافة ثلاثة كيلومترات فقط بعد إنشاء جسر الملك سلمان، وسيسهم في دفعة جديدة للشواطئ السعودية والمصرية في خليج العقبة.