يقول أحد أساتذة الإعلام في جامعة سالفورد البريطانية: «إن الإنجليز يبحثون دائماً عن المعلومة الصحيحة ويحاربون المعلومات المضلِلة»، ويبدو أن هذه القاعدة يتبعها الزعماء الذين يمتلكون أجندة ورؤى واضحة، ومنهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يتحدث بلغة العالم اليوم المعاصرة المبنية على الوقائع المثبتة والأرقام المعلنة والخطط المستقبلية الواضحة التي ترتكز على خطوط التماس مثل المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. ويتفهم الأمير الشاب ماذا أعد الإعلام اليساري الإنجليزي لمحاولة إفساد زيارته إلى بريطانيا من خلال تقديم معلومات مضلِلة للجمهور البريطاني تتعلق بعدد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط، بل حشد زعيم حزب المعارضين البريطاني جيرمي كوربين وبعض القادة في الحزب أسلحتهم لإفساد هذه الزيارة والتقليل من شأنها وكونها مجرد تجميل لصورة السعودية -على حد ادعائهم-. وتقول صحف بريطانية وعلى رأسها التليغراف: إن هذه الزيارة تعد إحدى الزيارات النادرة التي يُعامل فيها شخص ما وكأنه رئيس دولة، وتقصد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من خلال برنامج الزيارة الذي يستمر 3 أيام. وكتبت صحف عن هذه الزيارة، مشددة على ضرورة الترحيب بولي العهد وبناء علاقات متينة تستفيد منها بريطانيا، خصوصا أن المملكة تعد حصنا لبريطانيا ضد الإرهاب. وقبل الزيارة بيومين، ألقى الأمير الشاب حجرا ثقيلا في الإعلام البريطاني، بل أفسد الخطط الإعلامية والمحاولات التي عملت عليها القوى اليسارية والمال الإيراني والقطري للتقليل من شأنها من خلال المقابلة الحصرية التي أجرتها معه صحيفة «التليغراف» البريطانية. وأدار الحوار الكاتب الصحفي كون كوغلين، ولقي هذا الحوار اهتماما واسعا، وتأكد قول الأكاديمي البريطاني إن الإنجليز يبحثون عن المعلومات الصحيحة ويحاربون المعلومات المضللة. المحاور التي تناولها الأمير محمد بن سلمان رسمت ملامح السعودية الجديدة والشابة والطموحة التي تعتمد على الإصلاحات الجذرية ومحاربة التطرف وزرع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والانفتاح والإصلاح الاقتصادي وكبح جماح التطرف، وأثبت هذا الحوار الصحفي الناجح علو كعب الأمير الشاب الذي يصفه الإعلام العالمي ب«MBS» في هذا المعترك الإعلامي، وكسب تأييدا واسعا وغيّر من قواعد اللعبة الإعلامية، بل وأعطى زخما كبيرا للزيارة التي بدأت أمس (الأربعاء).