لا يختلف الأمر كثيراً بين قطر في العام 1996 وقطر 2018، فمنذ جثوم حمد بن خليفة على السلطة فيها، عقب انقلابه على والده، حوّل الابن شبه جزيرة الجزيرة العربية من «دوحة للخليج» إلى «حظيرة للإخوان» وغيرها من الجماعات الإرهابية التي بثت وبائها الخبيث برعاية تنظيم الحمدين وملحقاتهم إلى الدول العربية. وفي الوقت الذي يلتف فيه نحو 70 % من أسرة آل ثاني حول الشيخ سلطان بن سحيم، الرجل الذي رفض أن تكون الدولة التي خدمها والده حتى توفي، وحكمها وحررها أجداده الذين دفعوا دماءهم وأرواحهم وأعمارهم في سبيل أن تكون قطر وطناً ينهض بشعبه، وأن تكون دولة عربية تشد من البنيان العربي المرصوص، قبل أن يحولها بن خليفه وبن جاسم إلى معول هدم للبنيان. إشارة الشيخ الثائر في وجه الحمدين وتميمهم إلى اعتماد تنظيمهم على أجندات المجموعات التكفيرية التي يدعمها مالياً ولوجستياً من خلال تحويله الدوحة إلى حظيرة إخوانية، وموطنا لمن لفضتهم أوطانهم من المشاغبين الذين اختاروا الخراب دون التعمير، وصولاً إلى مكاتب التنسيق للحركات المارقة كمكتب حركة طالبان في الدوحة، ومسلسلات الدعم المالي المفضوحة ل«داعش» من خزينة الحمدين. وفي الوقت الذي يعتقد فيه الحمدين أن سبيلهم الناجع لحكم العالم يبدأ من تهديد الجيران، وتبني فكر القرضاوي الإخوان، واستضافة الميليشيات الإرهابية في الدوحة، الأمر الذي حول من حمد المنقلب على أبيه من حاكم دولة إلى زعيم عصابة في هيئة «أمير»، رغم رفض شرفاء قطر لحال وطنهم منذ خطاب حمد الذي عزل فيه أبيه.