عندما يعجز الفريق البطل عن حسم أي لقاء، ليس أمامه سوى اللجوء إلى حلول غير تقليدية، قد يستدرج لاعبي الخصم إلى منطقة المناورة مع تبادل الكرة بدهاء بحثاً عن ثغرة، وربما يتدخل المدافعون أو لاعبو الوسط للتصويب من مسافات بعيدة وإنهاء الرقابة اللصيقة المفروضة على المهاجمين، النتيجة النهائية التي يبحثون عنها هي التسجيل وإيجاد حلول لمباريات كرة القدم الصعبة. هذا ما يسمونه في المستديرة كرة القدم «أفكار من خارج الصندوق»، وهو نفسه ما يقوم به المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة حالياً، الرجل الذي تولى مسؤولية قطاع الرياضة في الخامس من سبتمبر المنصرم، وجد أمامه أكواما وتلالا من التحديات، أندية تدار من المنازل، تعاني من ديون كوارثية، وتعيش على «شرهات» أعضاء الشرف، سمعة الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص لدى المؤسسات والهيئات الدولية في أسوأ أحوالها بعد عشرات ومئات القضايا المتداولة للاعبين أجانب لم يحصلوا على حقوقهم، لاعبونا تحولوا إلى متفرجين وضيوف شرف في بطولات وفعاليات إقليمية ودولية، محصلة مؤسفة تدعو للخجل والحزن. لم يكن الأمر يحتاج إلى طرح المزيد من الأفكار والمبادرات التقليدية التي اعتدنا عليها سنوات طويلة، كنا نحتاج إلى قرارات شجاعة وحلول من خارج الصندوق تعيد هيبة الرياضة السعودية وتصحح المسار الذي كاد أن يبتعد عن هدفه، جاءت شخصية المستشار تركي آل الشيخ بكل ما تحمل من عمق وصلابة في صناعة القرار، فكر مستنير ينتمي إلى صف الشباب الذي صنع «رؤية 2030».. ودافع عن مبادئها ومرتكزاتها، وتشرب بفكر عرابها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. غيّر آل الشيخ في 6 أشهر فقط، نظّم 4 بطولات عالمية في أقل من شهرين، وحول الرياض إلى عاصمة حقيقية لكرة القدم في الوطن العربي، أنقذ الأندية من الإفلاس وأعاد لها الروح بعد أن ضخ فيها أكثر من 500 مليون خلال فترة الانتقالات الشتوية فقط، أنهى الفوضى المنتشرة في كثير من الأندية حتى لو أدى ذلك إلى تحويل القضايا إلى هيئة الرقابة والتحقيق، فلا أحد فوق المحاسبة، والجميع أمام القانون سواسية، ولا يمكن أن يفلت أحد من أي قضايا فساد.