لم تمنع الإعاقة البصرية عددا من الفتيات في القصيم من ممارسة حياتهن بطريقة طبيعية، بل تفوقن على كثيرات من الصحيحات، بتحضيرهن مائدة أسبوعية تحفل بالأطباق الشهية، ودعون إليها شخصيات مهمة في المجتمع، ويطمحن للمشاركة في مهرجانات الأسر المنتجة. وعبر مدير جمعية العوق البصري في بريدة خالد المشيقح عن فخره واعتزازه بالفتيات اللائي ينتسبن إلى الجمعية، مشيرا إلى أن فقدهن نعمة البصر لم يمنعهن من ممارسة حياتهن بطريقة طبيعية، مبينا أنهن اتفقن على تحضير مائدة طعام كل أسبوع، ويدعين إليها عددا من الشخصيات الشهيرة في المجتمع. وأفاد المشيقح بأن الجمعية نفذت خلال الفترة الماضية برنامجا بعنوان «أسلوب حياتي»، خضعت فيه المكفوفات لتدريبات في العمل المنزلي من طبخ وترتيب للمنزل لإعدادهن للمرحلة القادمة من حياتهن، معلنا عن تحرك الجمعية لمخاطبة الجهات المختصة لإشراكهن في مهرجانات الأسر المنتجة، والمناسبات التي تقام في منطقة القصيم. وذكر المشيقح أن دور جمعية العوق البصري لا يقتصر على هذا البرنامج بل تأمين كل ما من شأنه مساعدة الكفيفات على التعايش مع المجتمع والانخراط فيه. وأشادت الكفيفات أفراح الجاسر، وجيهان المجيدل، ونشمية الحربي، وريم حجاج الحربي، بدور جمعية العوق البصري التي ساعدتهن على تجاوز كل الصعاب من أجل التكيف والتغلب على الإعاقة البصرية. ووجهن الدعوة لأفراد المجتمع لمتابعة أعمالهن، ومنها التفنن في الطبخ، والحكم بأنفسهم ومن ثم تقييم العمل. وأبدت الفتيات استعدادهن التام للمشاركة بكل المحافل والمناسبات التي تقام داخل منطقة القصيم، خصوصا في ما يتعلق ببرامج الأسر المنتجة، مؤكدات أنهن تجاوزن مرحلة متقدمة في إعداد وطهي الطعام بإتقان تام، متجاوزات العوق البصري. بينما أثنت المعيدة في جامعة القصيم منيرة الحريص على الدور الكبير لجمعية العوق البصري في تقديم كافة التسهيلات والإمكانات المحفزة للإبداع. وفي نهاية البرنامج ألقت المكفوفة ريم حجاج الحربي قصيدة عن الطموح قالت فيها: علمني فقدان البصر أن أكون صديقة للقدر علمني فقدان البصر أن أخطو بحذر علمني فقدان البصر طموحا يستمر وعلمني أن أشق طريقي بثقة ومن يعيبني أتجاهله مهما كانت مكانته وعن قلب ينحدر علمني أرى الظلام شمسا وأن القسوة أمس وأن السعادة تعيش بداخلي وليست شيئا ينتظر