ولأن الشعر ما هو إلا شعور إنساني صادق، فليس هناك أصدق من مشاعر أُمٍّ فقدت فلذة كبدها. فقد فاضت مشاعري بهذه القصيدة التي أرثي بها صغيرتي (ريتاج) فانسابت الكلمات لتنعى حبيبتي، وانسكب حبر الأقلام باكياً عليها ليخالط دموعي التي سبقته على الورق: ريتاجُ يا نبضَ الفؤادِ ومقلتي الوجْدُ يا ريتاجُ قد بلغَ المدى سرتِ على عجلٍ، ولم تتريثي وسوادُ حزني حلّ بعدكَ وابتدا **** كم كنتِ تخشينَ الفراقَ وفعْلَهُ سبحان ربٍّ يا صغيرتي ألهمَا: أن الليالي سوف تَفْرُقُ بيننا وأظلُّ وحدي أجرعُ المتعلقمَا **** يا بلسماً كنتِ لأمك إنْ تألمَ قلبُها، أو زادَ همُّهُ واشتكى العينُ هلّتَ دمعَها مترقْرقًا يا ليتَ يا ريتاجُ ينفعني البُكا ***** كنتِ هنا تتبخترينَ كأنَّكِ حوريةٌ، ويفوحُ ثَغْرُكِ عنبرَا كنتِ هنا، واليومَ ما زلتِ معي حتى وإنْ أخفاكِ عن نظري الثرى إنِّي أشمُّ عبيرَ روحِكِ بيننا تتلو المُنَزَّلَ في الصباحِ معطَّرَا *** قالوا ستنسيكِ الشهورُ رحيلَها يا ويحّ ما قالوا، ويا ما أكذبا لا خلَّ يرحلُ خِلُّهُ عن عينِهِ إلاّ ويبقَى بعدَهَ متعذِّبا **** يا ربِّ إنك قد قبضتَ صغيرتي فاربطْ على قلبي وزده تصبُّرا واجمعني يا ربِّ بفلذةِ كبدتي في الجنّةِ العُليا مَعَ خيرِ الورى **** [email protected]