تناولت الصحف العالمية مؤخرا انهيار قيمة تطبيق السناب شات بعد التحديثات الأخيرة، التي يبدو أن أصحابها لم يتوقعوا موجة الرفض الواسعة لها، بالمقابل خسرت من قيمتها في السوق ما يزيد على المليار دولار، المضحك أن البعض أراد أن يخدم الشركة فعززوا لفكرة أن أحد المشاهير غرد متذمرا فانهارت القيمة، وهذا تعليل ذكي يخدم الشركة ويصرف الناس عن غضبهم تجاه الخلل في التطبيق لثقافة الترفيه بالغضب والتذمر والتنمر هنا وهناك. تطبيق سناب شات إحدى أدوات الانتشار الثقافي في مجتمعنا والتي لا تنافس كقيمة فعلية قوة الفيسبوك واليوتيوب عمليا بالعالم، وفلسفيا أرى أن البرنامج تواصل أحادي الاتجاه، لأنه فقط يعرض وجهة نظر المتحدث ولا ترى ردود أفعال الناس، وهو بالطبع أمر سلبي ويعزز ثقافة القطيع وتسليم العقل، بجانب نمو سلوكيات استهلاكية بغيضة، وتصنع مناسبات بدون مناسبات، بل للأسف أصبح فلتر السناب في حفلات الزفاف أكثر أهمية من الزفاف نفسه. يقول هيجن رائد نظرية الانتشار الثقافي والتي تفسر التغير الاجتماعي إن التغير الذي يحدث نتيجة تأثير عامل انتشار الثقافة هو تغير يركز على النمط الثقافي نتيجة دخول ثقافة دخيلة على الثقافة الأم فيحدث استعارات في العناصر المادية والثقافية تنتقل عبر الزمان والمكان، سناب شات ممتع لمشاركة اللحظات، ولكن الذي حدث بعد التحديث أصبح تطفلاً على اهتمامات المشترك وفرضاً لظهور يوزرات لا حاجة لك بها من حول العالم! ولنفسر الواقع علينا أن نعرف أن هناك ستة أشكال لتفاعل الثقافة القادمة عبر التقنيات مع الثقافة الأم وفق دراسة الدكتور عبدالمحسن العصيمي «الآثار الاجتماعية للإنترنت» وهي الإحلال حيث يحل الجديد مكان القديم، الإضافة وهي عندما تضيف الثقافة الدخيلة عناصر على الثقافة الأم، التوفيقية عندما تظهر سمة تجمع بين القديم والجديد، التفكيك عندما يتم فقدان عناصر الثقافة الأم، التجديد عندما يظهر نمط ثقافي جديد يجمع القديم والجديد بشكل مناسب، أخيرا الرفض عندما لا يقبل المجتمع الثقافة الجديدة. الذي حدث مع السناب شات أنه توافق لفترة مع المجتمع وربما أحل جديداً مكان القديم، لكن جاء رفض المستخدمين لاحقا عندما تم التعدي على خصوصيتهم في فرض المحتوى المتابع، نعم قد تدرك الشركة احتياجات الجمهور وقد تعود للصدارة لاحقا، فالتقنية لا رهان عليها ولنا في شركة نوكيا عبرة! التحدي الأكبر لنا كمجتمع هو إلى متى سنبقى أسرى هذه التطبيقات المستوردة، ونعلي من قيمتها السوقية ونزيد ثراء أصحابها، وبالتالي اقتصاديات الدول الكبرى؟ ما دور الجامعات المحلية في إيجاد تطبيقات منافسة وتراعى خصوصية المشترك بل تنافس عالميا، هذا هو السؤال الأهم، أترك إجابته لكم؟!