يوم حافل بالزيارات والجولات المتسمة بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، التقى فيه الوفد الإعلامي السعودي في اليوم الثاني للزيارة الرسمية للعاصمة بغداد، برئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، ووزيرا العمل والداخلية، إضافة إلى زيارة نقابة الصحفيين العراقيين. وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم، خلال استقباله في قصر السلام ببغداد، الوفد الإعلامي السعودي بحضور سفير المملكة في العراق عبد العزيز الشمري، أمس الأول، أن العلاقات السعودية العراقية مبنية على أسس متينة بحكم مكانة المملكة التاريخية والدينية، وبحكم كون العراق له من المكانة التاريخية، والحضارية، ما يجعله قريبا في علاقاته الأخوية مع السعودية، مؤكدا على "حرص العراق على تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين بمختلف المجالات"، وأن العراق يخطو خطوات متسارعة لتعزيز هذه العلاقة. وتابع، إن ما يؤكد مكانة السعودية وحظوتها الخاصة بهذه العلاقة المتميزة، قيامه بزيارتها في أول زيارة له خارج العراق بعد تسلّمه منصبه رئيسًا للجمهورية. وشدد الرئيس العراقي على أن بلاده لن تكون إلا جزءا فاعلًا في حل الخلافات، ولن تكون طرفا في أي صراع إقليمي، مضيفا أن العراق يرفض أي تدخلات خارجية في شؤون دول المنطقة، مبينا أن العراق يمكن أن يساهم في تقريب وجهات النظر في النزاعات بين دول المنطقة. وأضاف، بأن العراق يحرص على أن يكون دائما إلى جانب ما يعزز السلام والتعاون مع جميع الأشقاء والأصدقاء، حيث أشار إلى أن تغليب المشتركات والمصالح المتبادلة، وارادة الأمن والسلام والتقدم هو الضامن لتجاوز جميع المشكلات التي تعاني منها المنطقة، في هذه الظروف التاريخية الحرجة. كما أشاد بموقف الكويت في دعمها للعراق خلال احتضانها مؤتمر إعمار المناطق المحررة من قبضة داعش، واصفا موقفها "بالنبيل"، ولن ينساه العراقيون، مثلما لن ينسوا موقف السعودية، ودعمها المستمر، ووقوفها الى جانب العراق في معاناة شعبه". وحول الجوانب الاقتصادية والفرص الاستثمارية الواعدة في العراق، أوضح الرئيس معصوم، أن العراق مهيأ لاستقبال الشركات الاستثمارية، ورؤوس الأموال في إعادة الإعمار، بعد أن تخلص من إرهاب داعش بنصر مبين، وبعد أن استقرت الأمور، واستتب الأمن في إرجاء العراق، وشرعت الحكومة بجملة من التشريعات والقوانين الضامنة للاستثمارات، ورؤوس الأموال والمشجعة لها. وختم الرئيس العراقي حديثه بالتعبير عن تقديره لدور وجهود وسائل الاعلام، خصوصا وأنه عمل في المجال الإعلامي في بداية حياته ومن بينها عمله كمذيع في الإذاعة الكردية في القاهرة، وأشار إلى أهمية تعزيز حرية العمل الاعلامي ليكون أداؤه فاعلا ومهنيا وأمينا، آملا في أن يكون الإعلام بمستوى المسؤولية التي تخفف من أجواء التوتر ويراعي متطلبات أمن شعوب وبلدان المنطقة. إلى ذلك، زار الوفد الاعلامي السعودي، السبت مقر نقابة الصحفيين العراقيين، واطلعوا على طبيعة عملها وانشطتها، واستمعوا إلى شرح مفصل قدمه نقيب الصحفيين مؤيد اللامي عن عمل النقابة ودورها في قيادة مسارات العمل الصحفي، واسهاماتها الفاعلة في تطوير مهنية العمل الصحفي، بالإضافة إلى دورها كسلطة رابعة لها ثقلها المؤثر في مختلف الميادين والانشطة. واطلع الوفد الاعلامي السعودي، لدى تجواله في اروقة النقابة ، على جانب من عملها في حفظ سجلات الصحفيين وانشطتهم واعتمادات المؤسسات الاعلامية واصدار الهويات الصحفية، فضلا عن استخدام التقنيات الالكترونية الحديثة لحفظ الاضابير الصحفية وارشفة كل ما يتعلق بشهداء الصحافة العراقية. وألقى رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، خالد المالك، كلمة أمام حشد كبير من وسائل الإعلام العراقية، عبر فيها عن شكره وامتنانه بحفاوة الاستقبال، وأهمية الزيارة المباشرة لمشاهدة كيف تغلب العراق على تنظيم داعش الإرهابي وعودة الأمن والاستقرار للعراق الشقيق، مشيرا إلى ما لمسه خلال الزيارة من اهتمام كبير من جانب العراق الشقيق في تنمية العلاقات بين البلدين الشقيقين، مشيدا بمهنية وسائل الإعلام العراقية ورسالتها في نشر السلام والمساهمة الفاعلة في محاربة الإرهاب، ونبذ التطرف والقضاء على تنظيم "داعش"، من أجل مستقبل اكثر امانا واستقرارا للعراق الشقيق والمنطقة ككل. وفي مساء (السبت)، التقى الوفد الاعلامي السعودي بوزير العمل والصناعة، محمد شياع السوداني ، وتباحثا الخطوات العملية لتشجيع الاستثمار والتعاون الصناعي والاقتصادي بين البلدين. كما التقى الوفد السعودي بوزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، الذي اصطحب الوفد في جولة حرة بمدينة بغداد، وداخل احد المولات، واطلعو خلالها على الأجواء العامة داخل الاسواق وحالة الأمن التي تتمتع بها ضواحي العاصمة. وكان الوفد الإعلامي السعودي الذي يضم عددا من رؤساء التحرير والقيادات الصحفية برئاسة "هيئة الصحفيين"، قد بدأ زيارة رسمية في العاصمة العراقيةبغداد، الجمعة الماضية، بدعوة من النقابة العراقية، ورئيس اتحاد الصحافيين العرب، مؤيد اللامي، وتستغرق 3 أيام.