الصمتُ لازَمَني والحرفُ ممتلئ طَفِقْتُ أرشُفه كي يرتوي قَلَمي فالضلع في جسدي عودٌ أنمِّقُهُ صحائفٌ خُلِقَت من مسمعي وفمي أناملي نُظِمَت.. حُزناً أُكابده والشوق ميسمها.. خضبتها بدمي يا خَلْجَةً نزفت خانت مهاجعنا ما طاب مرقدها في الحلِّ والحَرَمِ لا اليأس ينفعني.. والضيم يرمُقُها نظراته هَطَلَت.. غذّى بها سقمي رباه عانيت من عيشٍ بلا أملٍ جوارحي نطقت.. كالنار في الحِمَمِ لا تجزعي فأنا.. لم أنتهز وَهَنَا ولتهنأي أملاً.. من دونما ألمِ عيناك صومعةٌ قد عَزَّ ساجِدُها محراب قُبلَتها قد هدّ لي صَنَمي نسرينها عبقٌ.. طابت نسائمه زانَ البقاءُ به.. أزكانا بالشّمَمِ لا تذرفي كَمَداً.. بل أنتِ مانحتي نوراً يرافقني في عتمة الظُّلَمِ ظَلَّتْ مُكرّمة في ذُلِّ طاعتِها تدعو بحشرجةٍ: يا ربِّ ذا الكَرَمِ داوِ مواجعها.. وارأف بحالتها امنح لها عُمراً.. لو دُمْتُ بالصّمَمِ خاطبت دمعتها: لا تجرحي مُقَلي فالعين جوهرةٌ.. كنزٌ بلا قِيَمِ هممتُ مرتحلا والصمتُ يقتلني أيقنت حينئذٍ.. لن يرتوي قلمي * من أسرة تحرير «عكاظ»