في لهجتنا العامية يُقال فلان «كَرفَت» صاحبه، إذا خدعه وتلاعب به ووضعه في «جيبه» دون شعور أو إدراك من ذلك الصاحب المخدوع، وهذا ينطبق اليوم على ما تمارسه خلايا الصحوة أو بقايا التنظيم الإخونجي مع بعض الناس الطيبين المحبين للدين والوطن الذين ينخرطون دون وعي في الحملات الصحوية على شبكات التواصل ويتحولون دون إدراك منهم لمدى الخبث «الصحيوني» إلى أدوات يستخدمها العدو لتنفيذ أجندته دون أن يظهر في الصورة. تسيد تيار الصحوة الإخونجي المشهد الوطني السعودي طوال 4 عقود مستغلا طيبة الناس وحبهم للدين حتى جاءت الثورات التدميرية للعالم العربي باسم «الربيع الأسود» فانكشف خبثه وسقط شعبيا وفُتحت ملفات تآمره على الوطن، وتبين أنه يقبض المال من عرابي الفتنة في الدول المجاورة ويتجسس لصالحها، بل ويطلق الحملات تلو الأخرى لتأزيم الداخل السعودي وتوجيه الرأي العام نحو الفوضى، وإشاعة الإحباط بين المواطنين وإيغار النفوس على قيادة البلاد، فما كان منه إلا أن دخل في حالة السكون لمحاولة استعادة قواه والإمساك بخيوط المشهد من خلف الكواليس مرحليا. هل يتوقع عاقل أن تياراً بهذا الخبث تمكن من تسيد الساحة طوال أربعين سنة يمكن أن يختفي بين ليلة وضحاها ويستسلم؟ وهل يظن شخص لديه شيء من الحكمة أن هذا التيار الخبيث لا يملك خطة بديلة «plan2» للعودة تحت أي ستار آخر مختلف عن التستر بالشعارات المحروقة؟ الحقيقة أنني أكتب هذا الكلام اليوم لتنبيه بعض أصحاب القرار في الجهات الرسمية الذين يسارعون لركوب كل موجة شعبوية يقف خلف كواليسها شيطان الصحوة، وأكتبه أيضا ليصل للناس الطيبين الوطنيين الذين لا يدركون مدى خبث ودهاء «الصحاينة» وطول أنفاسهم وقدرتهم الفريدة على التحول والتخفي، خصوصا أن بعض رموز التيار الصحيوني اليوم لبسوا شعار الوطنية زورا وخداعاً وبدأوا في إطلاق حملات جديدة لضرب الوطن من الداخل، ورحم الله الفاروق عمر بن الخطاب ورضي عنه الذي قال: «لست بالخب ولا الخب يخدعني». «لا يكرفتونك».. هذه هي رسالتي للمواطن الشريف والمغرد الوطني الذي قد ينخرط لطيبته وحبه للوطن دون شعور في حملة صحيونية سوداء على شبكات التواصل، فمن الشجاعة والحصافة أن لا يستمر في الدفاع عن رأي طرحه وهو متحمس ثم اكتشف أنه كان مخدوعا وتمت «كرفتته» دون أن يشعر ضمن حملة ظلامية هدفها ضرب الوطن من الداخل.. كل ما عليه فقط أن يتوقف عن الانخراط في تلك الحملة ويكون أكثر حذرا وتنبهاً لخبث الصحويين في المرات القادمة. أما المسؤول «الشعبوي» الذي يركب كل حملة مهما كانت بهدف تلميع صورته فأقول له باختصار أنت قادر على تبيان أنك تعمل دون أن تلجأ لهذا السلوك المقيت، ففي الأخير لن يحترق سواك ومن كان له عقل فليتعظ. Hani_DH@ [email protected]