لا يحفظ الناس قصيدته التي رددها 3 مرات على مسامع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، حين كان في ال15 من عمره، إلا أن «البستان» اللقب الذي منحه إياه موحد البلاد وأول ملوكها، ظل ملازماً ل«محمد الخس»، حتى وفاته اليوم (الثلاثاء) في الكويت عن عمر ناهز ال97 عاماً. إضافة إلى مرافقته الملك سلمان منذ عام 1978، يتذكر «البستان» جيداً تفاصيل لقائه الأول بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، بعد أن ساقته الأقدار من «دليل» لوزير الملك عبدالعزيز «فيصل بن شبلان» الذي رافقه في روضة التنهات، إلى شاعر صغير السن، شارك في مسابقة أقامها المؤسس في مخيمه في التنهات حصل خلالها على أعلى لقب يفخر شاعر أن يطلق عليه (البستان)، إضافة إلى طلب المؤسس له إعادة القصيدة ل3 مرات –حسب ما ذكر الخس في لقاءات صحفية-. صور وتتميز أشعار الخس بالكثير من المفردات البدوية السعودية والأسلوب التقليدي للشعراء النبطيين، إلا أن عبيراً فواحاً يجذب عشاق الشعر الشعبي إلى أسلوب الخس في كتابة القصائد، يقول: «يا الله ياللي للهبايب تديرا/ يا منشئٍ من غر الأمزان ماها.. تحمى السعود من أي شرٍ شريرا/ حيث إنهم شجره يذرّي ذراها... يعيش حدر ظلالها المستجيرا/ من صكته سمر الليالي نصاها... ال السعود اللي تعيش الفقيرا/ لعل ربي ما يفرّق عصاها». وعلى الرغم من تبنيه الطابع التقليدي في كتابة القصائد، إلا أن روعة الوصف في أبيات محمد الخس لا يمكن تجاوزها غزلاً يقول: «وإليا ضحكت إبذبلٍ ما بها فلوج/ مثل البرد من مزنة تلعج إلعاج... وأغضيت في سودٍ بها السحر مدعوج/ ترسل سهوم الموت من حجرها افواج». ولم تقف حدود الشعر عند «الخس» على الغزل والحكمة فحسب، بل مكنته مرافقته للملك سلمان ل40 عاماً، منذ عام 1978 حتى وفاته، التي أظهر فيها خادم الحرمين الشريفين أكمل صور الوفاء، بعد زيارته للخس أثناء زيارته لدولة الكويت الأخيرة في العام الماضي، ومدى تقديره للشعراء وأصدقائه، يقول الخس: «سلمان ملفى العلم ماني بغلطان/ شيخٍ صعيبات المراجل رقاها... لو توجعه يمناه في بعض الأحيان/ مخطور يقطعها ليا من شكاها».