عوّل مشاركون في ندوة الجنادرية على الثقافة في تعزيز العلاقات السعودية الهندية ورفد الشراكة الاقتصادية والاستثمارية. وأوضح السفير السعودي لدى الهند الدكتور سعود الساطي أن البعد الثقافي والحضاري من أهم الأسس التي تقوم عليها علاقات الصداقة بين المملكة والهند، وعدّ التجربة في مجال السياحة والآثار نوعية في ظل إمكاناتهم التقنية العالية لتسويق ثقافتهم وآثارهم، لافتاً إلى أن المملكة رابع أكبر شريك عالمي للهند تجارياً. وأكد ممثل مجلس الأعمال السعودي الهندي عرفان علانة أن الشركات السعودية نجحت في الهند من خلال الاستثمار في المواد الغذائية ذات الجودة العالية، إضافة إلى مطاعم الوجبات السريعة، وعزا علانة النجاح إلى كون الهند تضم أكبر جالية مسلمة في العالم تقوم ثقافتهم على صناعة واقتناء المنتج (الحلال). ويرى الباحث الإستراتيجي الدكتور يحيى مفرح الزهراني أن المملكة والهند دولتان ذات أبعاد حضارية وتنموية متميزة، ما دفع العلاقة الثنائية الجيدة لتؤدي دوراً محورياً في استقرار الإقليم والنظام الدولي، مؤكداً أن العلاقات النوعية أسهمت في تكامل غير مسبوق في ظل تعدد الموارد. وعدّ تحول العلاقات إلى ثلاثية ورباعية، بحكم إقحام بعض دول الجوار، من المعضلات التي يمكن أن تؤثر على علاقات البلدين، ودعا الزهراني إلى مزيد من الشراكة في الغاز باعتباره مفتاح التحالفات السياسية والاقتصادية خلال السنوات العشر القادمة، ما ينبغي على المملكة والهند التعاون وتفعيل تلك الأداة السياسية والاقتصادية، إضافة إلى التوسع في جميع الاستثمارات البحرية المتاحة ومنها محطات التموين والدعم اللوجتسي، التدريب والنقل والصناعات والتقنية والدخول في شراكات تجارية بحرية موسعة، ونقل وتوطين التقنيات الهندية في مجال تقنية المعلومات كون الهند سباقة فيها. فيما تحفظ الخبير الأممي الدكتور عبدالله القويز على حجم التبادل الاستثماري بين المملكة والهند كونه لا يعكس عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وعدد أبرز التحديات التي تقف في وجه الاستثمارات السعودية في الهند ومنها البيروقراطية. ودعا الاقتصادي عمر باحليوة إلى إقامة مؤتمرات سعودية هندية لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين، موضحاً أن مجلس الأعمال السعودي الهندي تأسس منذ 18 عاماً ولم يفعّل إلا في الأعوام الخمسة الماضية.