يتوقف تعليم الطلاب والطالبات في قرية الرميدة (شرق الطائف) عند الابتدائية، ومن يرغب منهم مواصلة الدراسة عليه قطع مايزيد على 30 كيلومترا (ذهابا وإيابا) للوصول إلى المدرسة المتوسطة والثانوية في قرية الزوران، عبر طريق متهالك محفوف بكثير من المخاطر. ولم تقتصر معاناة أهالي الرميدة في مجال التعليم، بل يشكون غياب المشاريع التنموية الأساسية، مثل السفلتة والرصف والإنارة. وتذمروا من تهالك الطرق، فضلا عن الظلام الذي يخيم على قريتهم بغروب الشمس، ما يسهل حركة ضعاف النفوس، مستغربين عدم إنشاء مركز للرعاية الصحية الأولية، يعالج المرضي ويضمد جراحهم ويستقبل مصابي الحوادث التي تتزايد على طرقهم المتهالكة. وذكر عالي عوض الشريف أن تعليم أبناء قرية الرميدة البنين والبنات، يتوقف عند المرحلة الابتدائية، مشيرا إلى أنهم حين يرغبون بمواصلة دارستهم عليهم قطع ما يزيد على 15 كيلومترا يوميا، للوصول إلى المدرسة المتوسطة والثانوية في قرية الزوران جنوبالطائف، عبر طريق متهالك تنتشر فيه المنعطفات الخطرة، ويفتقد إرشادات السلامة المرورية. ووصف الشريف مواصلة التعليم الأساسي لأبناء قرية الرميدة بضرب من المعاناة اليومية، خصوصا أنهم يقطعون ما يزيد على 30 كيلومترا عبر طرق متهالكة، ما يعرضهم لكثير من الأخطار. وقال عارف مسعود الشريف إنه رغم أن آبائهم وأجدادهم سكنوا القرية منذ عام 1343ه، إلا أنها تفتقد كثيرا من المشاريع التنموية الأساسية، لافتا إلى أن الرميدة تعاني غياب السفلتة والرصف والإنارة ومرافق الترفيه. وتساءل عارف عن مصير المخطط التهذيبي رقم 2483 في الرميدة المعتمد بخطاب وكيل وزارة البلديات والشؤون القروية لتخطيط المدن رقم 55210 بتاريخ 1/11/ 1434ه، مشددا على ضرورة الاهتمام بالقرية، ورفدها بما تحتاجه من المشاريع التنموية. وأفاد عارف أن أهالي الرميدة لا يزالون ينتظرون منذ 5 سنوات نتائج دراسة إمكانية تنفيذ مطالبهم التي أوصى بها المستشار الخاص لوزير الشؤون البلدية والقروية رئيس مركز تحقيق الأهداف الدكتور غانم بن الحميدي المحمدي، الذي أصدر تعليمات بتعميد من يلزم بدراسة إمكانية تنفيذ احتياجات الرميدة ضمن مشاريع برنامج التحول الوطني، وإعطائها الأولوية المناسبة بالتنسيق مع المجلس البلدي. ولفت عارف إلى أنهم طلبوا من السكان الارتداد ضمن المخطط المعتمد، ولم ينفذ في قريتهم سوى سفلتة شارع بمسارين، كل مسار لا يتجاوز 3 أمتار ولا يستوعب سوى سيارة واحدة، رغم أن الطريق بعرض 25 مترا. وشكا عارف من تهالك الشوارع الداخلية للقرية، مشيرا إلى أنها ترابية تنثر الغبار والأتربة بين مساكنهم، ناشرة كثيرا من الأمراض التنفسية بينهم، لافتا إلى أن افتقاد القرية للإنارة، يحيلها إلى ظلام دامس بغروب الشمس، ما يسهل حركة ضعاف النفوس فيها. واستغرب خالد عبدالله الشريف افتقاد قرية الرميدة كثيرا من الخدمات التنموية الأساسية، رغم موقعها الإستراتيجي بصفتها نقطة ربط بين شمال الطائفوجنوبه، ويمر بها المسافرون بكثافة. واستاء الشريف من افتقاد القرية التي يزيد سكانها على ألفي نسمة، مركز رعاية صحية أولية، يعالج المرضى ويقدم التطعيمات للأطفال، مبينا أن أقرب مستوصف لهم يبعد عنهم ما يزيد على 20 كيلومترا، ما يفاقم معاناة المرضى الذين يقطعون تلك المسافة عبر طرق متهالكة تعرضهم لكثير من الأخطار. وانتقد حرمان أبنائهم من مواصلة التعليم بعد الابتدائية، مشيرا إلى أن أول مدرسة افتتحت في الرميدة كانت للبنين عام 1401 في مبنى مستأجر، ثم انتقلت إلى مبنى حكومي منذ نحو 10 سنوات، بينما افتتحت أول مدرسة للبنات في عام 1413 ولا تزال في مبنى مستأجر، مشددا على ضرورة افتتاح مجمع تعليمي لجميع المراحل في الرميدة، خصوصا أنه يوجد كثير من الطلاب والطالبات في القرية. وبين الشريف أن القرية تعاني من تدني مستوى الإصحاح البيئي، لافتا إلى أن النفايات تنتشر في زواياها مصدّرة لهم الروائح الكريهة والحشرات، مطالبا أمانة الطائف بالالتفات إلى القرية وتزويدها بما تحتاجه من الخدمات الأساسية.