تجاوزت مشاريع التنمية الأساسية قرية القويسم (30 كيلومترا شرق الطائف)، فتدنى فيها مستوى الإصحاح البيئي، وتكدست النفايات في أروقتها وبكثافة، إذ لا يوجد في البلدة التي تحتضن أكثر من 3 آلاف نسمة سوى حاويتين فقط لجمع المخلفات. ولم تقتصر المعاناة عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل الطرق المتهالكة التي تفتقد للسفلتة والرصف والإنارة، فما إن تغرب الشمس حتى يخيم الظلام على القويسم، فتنشط حركة ضعاف النفوس والمتسللين. وتعاني القرية التي يناهز عمرها 100 عام من غياب الخدمات الطبية، ما يفاقم آلام المرضى أثناء تنقلهم بحثا عن العلاج في الطائف أو القرى البعيدة، ويأمل الأهالي في تأسيس مركز للرعاية الصحية يقدم خدماته لهم، مع إنشاء مرافق ترفيهية وتطوير خدمة الإنترنت، لإنجاز معاملاتهم اليومية التي باتت لا تنفذ إلا إلكترونيا. وذكر خالد مرزوق الحليفي أن شوارع عراقة متهالكة وتفتقد للسفلتة والرصف والإنارة. وأوضح أنهم يضطرون إلى إغلاق نوافذ منازلهم لمنع تسرب الغبار المنبعث إليهم من الطرق الترابية، ملمحا إلى أن الأمراض التنفسية، خصوصا الربو، أصابت نسبة كبيرة من سكان القرية، راجيا من أمانة الطائف الالتفات إلى القرية التي يناهز عمرها 100 عام، وتزويدها بالمشاريع التنموية الأساسية. وشكا نايف سعود الحليفي حرمان أبناء القويسم من وسائل الترفيه، لافتا إلى أنهم لا يجدون المرافق والحدائق التي يقضون فيها أوقات فراغهم. وأشار إلى أنهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى المتنزهات في الطائف، راجيا من الجهات المختصة النظر إلى معاناتهم وتوفير مرافق الترفيه، خصوصا أن قريتهم تتمتع بالعديد من الميزات التي تساعدها لإنشاء حدائق ومتنزهات. وانتقد الحليفي افتقاد القويسم إلى مشروع الإنارة، إذ يخيم عليها الظلام بغروب الشمس، فينتشر الخوف بينهم، وتنشط حركة ضعاف النفوس والمتسللين. وحذر عيضة صالح الحليفي من تدهور الإصحاح البيئي في القرية، لافتا إلى أن النفايات تتكدس في الشوارع مشكلة بؤرا للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة. واستاء عيضة من غياب الخدمات الصحية في البلدة، موضحا أنها تفتقد لمركز صحي، ويضطرون لقطع مسافات طويلة لتلقي العلاج ما يضاعف آلام المرضى ويرهقهم. وشدد على ضرورة تأسيس مستوصف يعالج سكان القرية بفئاتهم وحالاتهم كافة، كاستقبال النساء في حالات الولادة، وتطعيمات الأطفال، وغيرهما من الخدمات الصحية المختلفة. ووصف سالم حسين الحليفي القويسم ب«البلدة المنسية»، مشيرا إلى أنها تخلو من مشاريع السفلتة سوى شارع وحيد يصل إلى القرية متفرع من طريق جليل الرئيسي بمسافة 3 كيلومترات، مبينا أن ذلك الطريق تكثر فيه المنعطفات الخطيرة، ويفتقد وسائل السلامة المرورية. وقال الحليفي: «القرية لا تبعد عن طريق الجنوب الذي يربط الطائف بالباحة سوى كيلومترين فقط، وسفلتة تلك المسافة ستخدم الأهالي وتوفر عليهم قطع 30 كيلومترا»، مشيرا إلى أن ذلك في حال تنفيذه سيربط شمال الطائف بجنوبه. وتذمر نواف الحليفي من ضعف خدمة الاتصالات والإنترنت، مشيرا إلى أنها تكاد تكون معدومة ما حرمهم من إنجاز معاملاتهم اليومية التي باتت لا تنفذ إلا إلكترونيا. وأضاف: «أصبحنا ننتقل إلى القرى البعيدة ومنا من يتجه إلى الطائف للوصول إلى الشبكة العنكبوتية لإنجاز المعاملات المختلفة».