أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها على استعداد للقيام «بتنازلات مؤلمة»، وذلك قبيل انطلاق جولة أخيرة من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي لولايتها الرابعة وإنهاء أزمة سياسية مستمرة منذ أشهر في أكبر اقتصادات أوروبا. وفيما التقى مفاوضون من الحزب المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل وحليفها البافاري الاتحاد المسيحي من جهة، والحزب الاشتراكي الديموقراطي من وسط اليسار من جهة أخرى سعيا للتوصل إلى اتفاق حول «ائتلاف كبير» جديد، قالت ميركل إن الوقت حان لإنهاء حالة عدم اليقين السياسي. وصرحت المستشارة الألمانية «نعيش في أوقات مضطربة» مشيرة إلى الخسائر في أسواق البورصة العالمية في الأيام الأخيرة. وأضافت "نحتاج إلى حكومة يمكن الاعتماد عليها بما يضمن مصالح الشعب". وقالت إن على جميع الأطراف «القيام بتنازلات مؤلمة» للتوصل إلى اتفاق. وأكدت "أنا جاهزة لذلك إذا استطعنا ضمان أن تكون الفوائد أكثر من المساوئ في نهاية الأمر". ووسط الأزمة التي طال أمدها كان يفترض أن تنتهي المفاوضات في عطلة الأسبوع الماضي وأبدت الأطراف تفاؤلا بشأن المهلة التي حددها الأفرقاء وتنتهي الثلاثاء. وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز أن "هناك سببا جيدا يحمل على الاعتقاد أننا سنصل النهاية اليوم". وأضاف "أعتقد أن اليوم سيكون يوما حاسما بشأن ما اذا كانت الأحزاب الثلاثة -المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي البافاري والاشتراكي الديموقراطي- ستتوصل إلى اتفاق ائتلاف مشترك حول أسس أي طرف يمكن بناء حكومة مستقرة لألمانيا عليها". وقالت مصادر حزبية إن النقاط الشائكة الرئيسية تتعلق بخلافات حول الرعاية الصحية وسياسة التوظيف والإنفاق الحكومي. وتتولى ميركل منصب المستشارة منذ أكثر من 12 عاما، وتعلق آمالها على تكرار ائتلاف حكومي مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي بعد انتخابات غير حاسمة في سبتمبر الماضي لم تحصل فيها على الغالبية.